بلاغ صحفي
احتضنت مدينة القنيطرة، يوم 21/11/2025، أشغال الجمع العام للهيئة الجهوية للمهندسين المعماريين لجهة الرباط – سلا – القنيطرة و إقليم وزان- منطقة القنيطرة، بحضور عدد وازن من المهندسات والمهندسين المعماريين المنتسبين للهيئة من القطاعين العام والخاص، والقادمين من أقاليم القنيطرة، سيدي سليمان، سيدي قاسم ووزان.
وجاء هذا اللقاء المهني في سياق التحولات العمرانية المتسارعة التي تعرفها الجهة، حيث تمحورت أشغاله حول تقييم واقع ممارسة مهنة الهندسة المعمارية وآفاق تطويرها، وتعزيز دور المعماري في السياسات الترابية ومواكبة المشاريع الحضرية الكبرى، مع تركيز خاص على التحديات المهنية التي تواجه الشباب، باعتبارهم مستقبل المهنة.
وقد تميز الجمع العام بتنظيم حفل تكريمي احتفاءً بعدد من رواد المهنة الذين بصموا المشهد المعماري بالجهة بعطاءاتهم المهنية والإنسانية، ويتعلق الأمر بكل من:
المهندس المعماري غلول سعيد
المهندس المعماري لمسفر جمال الدين
المهندس المعماري لحرايشي فؤاد
كما تم بالمناسبة تكريم المهندس المختص عبد الحميد الدباغ تقديرًا لمساهماته التقنية في عدد من الأوراش والمشاريع الكبرى بمدينة القنيطرة، ولما يتميز به من علاقة مهنية راقية ومثمرة مع هيئة المهندسين المعماريين، في تجسيد حقيقي لروح التكامل والتعاون بين مختلف المتدخلين في قطاع التعمير والبناء.
وعرف الجمع العام أيضًا لحظة وفاء مؤثرة تم خلالها استحضار المسار المهني والإنساني للراحل المهندس محمد عمور، من خلال كلمة تأبينية خلدت ذكراه واستحضرت خصاله وقيمه المهنية، وما قدمه من خدمات جليلة للمهنة وللوسط المعماري.
وشهد هذا الموعد المهني حضورًا متميزًا لممثلي الهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين، وعلى رأسهم السيدة الكاتبة العامة للمجلس الوطني، إلى جانب رئيس مجلس هيئة المهندسين المعماريين بمكناس ورئيس مجلس هيئة المهندسين المعماريين بالجديدة، وذلك في إطار تعزيز التنسيق المؤسساتي وتكريس منطق توحيد الجهود بين مختلف المجالس الجهوية والوطنية.
وأكدت المشاركات خلال هذا الجمع على الدور الاستراتيجي للمهندس المعماري في تنزيل ورش الجهوية المتقدمة، من خلال مساهمته الفعلية في تأطير ومواكبة مشاريع التنمية الترابية، ودعم دينامية المركزيات الحضرية الصاعدة، بما يسهم في تعزيز التوازن المكاني، وتقوية الجاذبية العمرانية، ومواكبة التحولات الحضرية التي تعرفها الجهة.
كما عرف اللقاء حضور عدد من الضيوف من الشركاء المؤسساتيين، من بينهم ممثلو المجلس الجهوي للمهندسين الطبوغرافيين والسيدة المهندسة المعمارية مديرة الوكالة الحضرية القنيطرة سيدي قاسم، في تجسيد عملي لمبدأ التكامل والتنسيق بين مختلف المتدخلين في تدبير الشأن العمراني.
وعلى مستوى المضمون، شكّل هذا اللقاء فضاءً مفتوحًا للنقاش المهني المسؤول، حيث عبّر عدد من المعماريين، وخاصة الشباب منهم، عن مجموعة من المطالب الأساسية، من بينها:
ضمان ولوج عادل وشفاف للطلبية العمومية،
تكريس نزاهة وشفافية المباريات والاستشارات المعمارية،
خلق فرص أكبر للإدماج المهني والتشغيل في مختلف أقاليم الجهة، خاصة بالمناطق الأقل استفادة،
تشجيع روح المبادرة ودعم المشاريع المقاولاتية للمهندسين الشباب، بما يسهم في خلق فرص عمل جديدة وتنمية الاقتصاد المحلي.
كما شدد المتدخلون على أهمية تثمين مكتسبات الديمقراطية الداخلية داخل المؤسسة المهنية وطنيا، وترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة والشفافية، باعتبارها مدخلًا أساسيًا لاسترجاع الثقة وتطوير أداء الهيئة، وضمان تمثيلية حقيقية لمختلف مكونات الجسم المعماري على المستوى الوطني و الدولي.
وفي هذا السياق، تم التنويه بالدينامية الإيجابية التي تعرفها هيئة المهندسين المعماريين بالقنيطرة، والتي باتت تحظى بإشادة واسعة بفضل انفتاحها على جميع المعماريين، واعتمادها مقاربة تشاركية في تدبير شؤون الهيئة، مما عزز روح الانتماء والمسؤولية الجماعية داخلها.
وفي ختام أشغال الجمع العام، عبّر المشاركون عن التزامهم بمواصلة العمل من أجل النهوض بمهنة الهندسة المعمارية، وتعزيز مكانة المهندس المعماري كفاعل أساسي في التنمية الحضرية المستدامة، وشريك استراتيجي للدولة والجماعات الترابية في بناء مدينة متوازنة، عادلة ومندمجة، مع التأكيد على دعم الابتكار وريادة الأعمال لدى الشباب وخلق فرص عمل مستدامة.

