الرئيسية آراء وأقلام تحكيم يجرّ كرة القدم الإفريقية إلى الحضيض… والجيش الملكي أول الضحايا

تحكيم يجرّ كرة القدم الإفريقية إلى الحضيض… والجيش الملكي أول الضحايا

IMG 0759
كتبه كتب في 22 نوفمبر، 2025 - 6:10 مساءً

بقىم: عبد السلام اسريفي

مرة أخرى، يثبت التحكيم الإفريقي أنه الحلقة الأضعف في كرة القدم داخل القارة، وأن الحديث عن التطوير والنزاهة لا يزال مجرد شعارات للاستهلاك. مباراة الجيش الملكي أمام يانغ أفريكانز كانت دليلاً جديداً ومخجلاً على أن بعض الحكام لا يستحقون حتى أن يكونوا بالقرب من المستطيل الأخضر، فما بالك بإدارة مباريات في دوري أبطال إفريقيا.

الفريق العسكري سجّل هدفاً شرعياً لا غبار عليه، شاهده الجميع، إلا حكم الشرط الذي يبدو أنه يعيش في زمن آخر، أو ربما كان مشغولاً بأمور خارج الملعب. إلغاء الهدف لم يكن “خطأ تقدير”، بل فضيحة كاملة الأركان، وقرار يطرح أسئلة مؤلمة عن مستوى الحكام الذين يعتمد عليهم “الكاف”.

كيف يمكن لكرة قدم إفريقية تريد التطور أن تُسند مبارياتها إلى حكام قد لا يجتازون فحص نظر بسيط، أو لا يملكون الحد الأدنى من الاحتراف؟ وكيف يمكن لجمهور يعشق الكرة أن يثق في منافسة تُدار بعقليات بدائية، وتُرتكب فيها أخطاء لا يقبل بها حتى لاعب هاوٍ في الأحياء؟

المغرب، وهو مقبل على تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن يواجه هذا العبث بصوت عالٍ. لا يمكن لبلد يسعى لتنظيم نسخة تاريخية أن يسمح لمثل هؤلاء الحكام بأن يشوّهوا صورته أو يعبثوا بجودة المنافسة. وإذا اقتضى الأمر الاستعانة بحكام أجانب لضمان النزاهة والعدالة، فليكن ذلك دون تردد.

كرة القدم اليوم لعبة تعتمد على التكنولوجيا والدقة والسرعة. لكن وجود حكام من مستوى مهزلة اليوم يجعل كل هذا التطور بلا قيمة، بل ويعيد القارة إلى زمن الفوضى وغياب المسؤولية. ومع استمرار مثل هذه القرارات الكارثية، يصبح الحديث عن “تحكيم محترف” مجرد نكتة سمجة.

لقد آن الأوان لوقف هذا العبث، فسمعة المنافسات الإفريقية على المحك، ومستقبل كرة القدم في القارة أكبر بكثير من أن يُترك بين أيدي حكام لا يميزون بين الهدف الصحيح والخيال.

مشاركة