صوت العدالة : محمد زريوح
على هامش الدورة الرابعة عشر لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة بالناظور، شهدت الندوة الدولية حدثاً فكرياً متميزاً جمع طلبة ماستر المنازعات القانونية والقضائية والذكاء الاصطناعي بكلية متعددة التخصصات الناظور مع شخصيتين عالميتين: السيدة مريم مهدي الصادق المهدي، وزيرة الخارجية السودانية السابقة، والسيدة مارغريتا مارتينيز، المحللة السياسية الكولومبية والمحامية المدافعة عن العدالة الانتقالية في أمريكا اللاتينية.
وقد كانت هذه الندوة فرصة فريدة لتبادل الرؤى حول قضايا الأمن السيبراني والعدالة الانتقالية. قدمت السيدة مريم الصادق المهدي تحليلاً عميقاً للتحديات التي تواجه الدول الإفريقية في حماية سيادتها الرقمية خلال الفترات الانتقالية، مشيرة إلى أن الأمن السيبراني أصبح ضرورة حتمية لحماية القرار السياسي وبناء الثقة بين الدولة والمجتمع.

من جانبها، سلطت السيدة مارغريتا مارتينيز الضوء على التجربة الكولومبية في مجال العدالة الانتقالية، موضحة كيف يمكن لتلك التجربة أن تقدم نماذج ملهمة للدول الإفريقية والعربية. كما أكدت على أهمية تثبيت الذاكرة المشتركة باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الإنصاف والمصالحة الوطنية.
كما انخرط طلبة الماستر في حوار مباشر مع الضيفتين، مما فتح آفاقاً جديدة للتعاون الأكاديمي، والدراسات المشتركة، والتكوين المتخصص في مجالات الأمن السيبراني والعدالة الانتقالية. هذا اللقاء أكّد قدرة الطلبة على التواصل مع الخبرات العالمية وساهم في إثراء معرفتهم حول هذه القضايا الحيوية.

وفي ختام اللقاء، اعتُبر هذا الحدث محطة فكرية مهمة ضمن فعاليات المهرجان، وأكد على قدرة الجامعة المغربية على الانفتاح على الخبرات الدولية، مما يساهم في بناء جسور معرفية جديدة بين شمال المغرب وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

