صوت العدالة : محمد زريوح
اختارت إدارة المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور فيلم “القفطان” للمنتج المغربي عبد السلام برشلونة للمنافسة في الدورة المقبلة للمهرجان، المقررة ما بين 15 و20 نونبر بمدينة الناظور. هذا الاختيار يعكس المكانة المتزايدة التي يحتلها عبد السلام برشلونة في المشهد السينمائي المغربي والدولي، ويؤكد قدرة أعماله على التأثير في الساحة الفنية العالمية.
ويأتي اختيار فيلم “القفطان” تتويجًا لمسار طويل من العمل الجاد الذي يسعى من خلاله برشلونة إلى تقديم سينما هادفة تعكس القضايا الإنسانية. يبرز هذا العمل من خلال معالجته الفنية التي تضع القيم الإنسانية في قلب القصة، وهو ما يتماشى مع رؤية المهرجان الذي يعتبر الفن السابع وسيلة لتجسيد الحرية والكرامة والمساواة.
المنتج عبد السلام برشلونة، الذي لطالما كان سباقاً في تقديم أفكار جديدة في مجال السينما، يتطلع من خلال هذا الفيلم إلى ترسيخ رؤية إبداعية تعزز من مكانة السينما المغربية على الصعيدين المحلي والدولي. ويرى القائمون على المهرجان أن هذا العمل يعكس بشكل كبير الرسالة التي يسعى المهرجان إلى نشرها، ويضعه في مصاف الأفلام التي تستحق أن تكون جزءًا من المنافسة الرسمية.
مصدر مقرب من المنتج أكد أن أعمالًا جديدة له ستُعرض هذا العام في مهرجانات دولية في كوبا وبرشلونة وكولومبيا، ما يعكس حجم الثقة التي تحظى بها إنتاجات عبد السلام برشلونة، وقدرتها على التواجد في أكبر التظاهرات السينمائية العالمية. هذا الأمر يعكس مدى تطور السينما المغربية وقدرتها على جذب الأنظار في المحافل الدولية.
فيلم “القفطان” يختار من خلال رؤيته الفنية أن يسلط الضوء على الذاكرة الثقافية المغربية، من خلال رمز القفطان الذي يعد جزءًا من الهوية الوطنية. وتستعرض المخرجة بثيسام لحلالي هذه القصة الاجتماعية من منظور إنساني، حيث أُسقطت على القفطان كرمز ثقافي يعكس التحولات الاجتماعية. النص الذي كتبته الكاتبة سلوى مرضي، كان له دور كبير في منح الفيلم عمقًا إنسانيًا واجتماعيًا، بينما أضفى الممثلون المشاركون في العمل، مثل بخاري وهيام، لمسات خاصة على تجسيد هذه القيم.
الطابع المعاصر للفيلم يجعله محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء، حيث استطاع “القفطان” الجمع بين الأصالة والمعاصرة في معالجة قضايا اجتماعية تهم المجتمع المغربي بشكل خاص والعالمي بشكل عام. يتوقع أن يترك الفيلم بصمة في مهرجان الناظور الدولي، الذي أصبح يشهد تطوراً ملحوظاً في اهتمامه بالأعمال التي تجمع بين الهوية والحداثة.
عبد السلام برشلونة، بهذا الفيلم، يخطو خطوة جديدة في مسيرته السينمائية، حيث يواصل تقديم أعمال تحمل رسائل إنسانية وتساهم في تطوير السينما المغربية، مما يعزز من دوره الريادي في المشهد الفني. ومن خلال هذا العمل، يواصل برشلونة بناء جسر بين ثقافة المغرب العميقة وبين السينما العالمية، من خلال استخدام الفن كأداة للتواصل مع الجمهور من جميع أنحاء العالم.
بذلك، يظل مهرجان الناظور السينمائي محطة هامة لعرض الأعمال التي تحمل طابعًا فنيًا مميزًا، تساهم في تسليط الضوء على قضايا إنسانية واجتماعية بطرق إبداعية. ومنافسة “القفطان” في هذه الدورة ستكون بلا شك واحدة من اللحظات المميزة التي ستبقى في ذاكرة هذا المهرجان العريق.
مع هذا الاختيار، يفتح المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة في الناظور أبوابًا جديدة للسينما المغربية في العالم، ويضع عبد السلام برشلونة في طليعة المنتجين السينمائيين الذين يقدمون أعمالًا ذات قيمة إنسانية وثقافية عالية.
