بمناسبة المسيرة الخضراء و في أجواء يملؤها الاعتزاز بالوطن والانتماء، احتشدت الجالية المغربية بمدينة كاتانيا الإيطالية في احتفال كبير جسّد قوة الروابط الوطنية التي تجمع أبناء المغرب بوطنهم الأم، مهما باعدت بينهم المسافات. فقد عمّت الفرحة المكان وتردد النشيد الوطني بين الحاضرين، في مشهد يختزل صدق المشاعر وعمق الارتباط بثوابت الأمة المغربية.

الحفل الذي شهد مشاركة واسعة من مختلف مكونات الجالية، حضره ممثلو الكنائس، إضافة إلى حضور تونسيين وسنغاليين ومسلمين من مختلف الجنسيات، في صورة تعكس قيم التعايش والتآخي التي تميز المغاربة أينما حلّوا وارتحلوا. وقد شارك الجميع في هذه المناسبة بقلوب مفتوحة، مؤكدين دعمهم لفرحة المغاربة وتقديرهم لقضاياهم الوطنية.

وفي كلمة بالمناسبة، قدّم الدكتور عبد الواحد وجيه مداخلة مؤثرة تناولت “الثوابت الثلاثة” التي تشكل ركائز الإجماع الوطني في المغرب: الله، الوطن، الملك. وقد شدّد على أن هذه الثوابت ليست مجرد شعارات، بل هي أسس راسخة تشكل روح الهوية المغربية، فالله للعبادة، والوطن للسيادة، والملك للقيادة.
الحفل تحوّل إلى مناسبة لتعزيز الروابط بين أفراد الجالية المغربية وتعميق الشعور الوطني لديهم، حيث رفعت الأعلام، وترددت الهتافات، وتبادلت الأسر المغربية لحظات الفخر والفرح، في وقت عبرت فيه شخصيات من الجاليات الأخرى عن إعجابها بالتماسك الذي يميز المغاربة وبروح التضامن التي ظهرت جلية خلال هذا الاحتفال.

وتُظهر هذه الفعالية مرة أخرى أن المغاربة بالخارج يظلون سفراء لوطنهم، يحملون صوته، ويجسدون قيمه، ويتفاعلون مع قضاياه بإخلاص وولاء، مؤكدين أن حب الوطن لا يحده مكان ولا زمن

