سيدي رضوان – مراسلة خاصة/الصور:صفحة كريكر
في قاعة صغيرة بدار الجماعة الترابية بسيدي رضوان، التأم اجتماع تشاوري وُصف بـ”الهام”، جمع ممثلي السلطات المحلية، ورؤساء المصالح الخارجية، وأعضاء المجلس الجماعي، وعددًا من الجمعيات المدنية، في محاولة جديدة لإخراج الجماعة من عنق الزجاجة التنموية الذي ظلت عالقة فيه منذ سنوات.
الاجتماع الذي خُصص لعرض برنامج التنمية الترابية المندمج، لم يخلُ من الصراحة والجرأة في تشخيص الأعطاب التي تنخر البنية المحلية: صعوبات في التعمير، هشاشة في الخدمات الصحية، خصاص في التعليم، إشكالات في الماء الصالح للشرب، وتعقيدات في الوعاء العقاري… ملفات ثقيلة تُراوح مكانها رغم تعدد اللقاءات والمخططات.
المتدخلون أجمعوا على أن سيدي رضوان لم تنل بعد نصيبها العادل من التنمية المستدامة، رغم ما تزخر به من كفاءات محلية وطاقات بشرية قادرة على صنع الفرق. فبين مساطر إدارية متشابكة وضعف في التنسيق بين القطاعات، تضيع فرص حقيقية للنهوض بالجماعة وإطلاق مشاريع تليق بانتظارات الساكنة.
الاجتماع مرّ في أجواء تشاركية وهادئة، لكن خلف الكلمات الموزونة صرخة صامتة تقول الكثير:
إلى متى سيظل “التشخيص” عنوان كل لقاء؟
متى ننتقل إلى مرحلة “التنفيذ”؟
ولماذا لا تدرج سيدي رضوان ضمن برامج التنمية الوطنية الكبرى التي غيّرت وجه جماعات أخرى أقلّ حظاً منها؟
الرسالة كانت واضحة من بعض المتدخلين: كفى من انتظار الحلول من فوق، فالتنمية تبدأ من القاعدة، من المواطن الغيور، من الجمعية المواطِنة، من المنتخب المسؤول، ومن سلطة محلية تدعم الفعل الميداني لا الورقي.
سيدي رضوان اليوم تقف على مفترق طرق: إما أن تواصل الدوران في حلقة الوعود والتقارير، أو أن تفتح صفحة جديدة عنوانها الجرأة في القرار، والعدل في التنمية، والكرامة في العيش.
فهل يلتقط الفاعلون المحليون والإقليميون هذه الإشارة قبل أن تفقد الساكنة ما تبقى من ثقة؟







