أكد الأستاذ حسن طارق، وسيط المملكة، خلال مشاركته في المنتدى الجهوي الأول للحكامة المرفقية المنظم بفاس حول موضوع “الشباب شريك استراتيجي في الارتقاء بالخدمات الارتفاقية في مجال الصحة العمومية”، أن هذا اللقاء يشكل محطة أساسية ضمن الدينامية الجديدة التي أطلقتها مؤسسة الوسيط لتعزيز قيم الحكامة الجيدة وربط جسور الثقة بين الإدارة والمرتفق.
ونُظم المنتدى بمبادرة من مندوبية مؤسسة وسيط المملكة بجهة فاس مكناس، بشراكة مع المديرية الجهوية لقطاع الشباب، في سياق يتزامن مع الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لاستقلال المغرب، وهي محطات وصفها وسيط المملكة بأنها “تجسد لحظة تاريخية فارقة مفعمة بالروح الوطنية، وبالإرادة الجماعية للإصلاح والبناء تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده”.
وأوضح الأستاذ حسن طارق أن مؤسسة الوسيط، باعتبارها هيئة دستورية مستقلة لحماية حقوق الإنسان والنهوض بها، تضطلع بمسؤولية مزدوجة تقوم على معالجة التظلمات الإدارية من جهة، والقيام بدور قوة اقتراحية لتجويد أداء المرافق العمومية من جهة أخرى.
وأشار إلى أن المؤسسة تعمل، بمقتضى القانون رقم 14.16، على ترسيخ مبادئ الشفافية والتخليق والحكامة، وتعزيز ثقافة سيادة القانون والعدل والإنصاف في علاقة الإدارة بالمواطنين.
وفي عرضه لمهام الوسيط، استحضر الأستاذ طارق مختلف الآليات القانونية التي تخول للمؤسسة رفع تقارير ومذكرات وآراء إلى رئيس الحكومة والبرلمان والإدارات العمومية، حول سبل تحسين جودة الخدمات وتبسيط المساطر الإدارية، إضافة إلى تنظيم استطلاعات رأي حول رضى المرتفقين والمشاركة في المنتديات الوطنية والدولية المتعلقة بالحكامة الجيدة.
واعتبر وسيط المملكة أن فلسفة الحوار العمومي التي تتبناها المؤسسة تشكل ركيزة أساسية لتفعيل الديمقراطية التشاركية، مشدداً على أن الحكامة الجيدة ليست خيارًا إداريًا فحسب، بل إطار مرجعي دستوري يربط بين الكفاءة والمسؤولية والمحاسبة، مذكراً بالمبادئ العشر التي نص عليها القانون 54.19 المتعلق بميثاق المرافق العمومية، من بينها احترام القانون، المساواة، الجودة، الشفافية، النزاهة، وربط المسؤولية بالمحاسبة.
وفي ختام كلمته، دعا الأستاذ حسن طارق إلى توسيع فضاءات الحوار والتواصل بين الشباب والإدارة، باعتبار الشباب فاعلاً محورياً في ترسيخ الثقة وبناء مستقبل الخدمات العمومية، متمنياً النجاح لأشغال المنتدى ومعبراً عن تقديره لكل من ساهم في تنظيم هذه المبادرة المواطِنة.


