صوت العدالة : حسن بوفوس
كتب الفاعل الحقوقي و السياسي الاستاذ عبد المجيد بلغزال عبر صفحته الفايسبوكية بالفضاء الازرق بمقالة من “عيد المسيرة الخضراء الى عيد الوحدة الوطنية … ” .
و كتب بلغزال عبد المجيد : مند ان تقدمت المملكة المغربية بمشروع “مبادرة لتخويل الصحراء حكما ذاتيا”… وامام تزايد نطاق حشد الدعم الدولي للمبادرة ، كنت باستمرار منشغل واحيانا محبط ،من حجم عجزنا الجماعي في انتاج خطاب ومبادرات ،تنسجم مع طبيعة وعمق التحول المطروح كاطار لايجاد حل سياسي واقعي ومستدام …
ومع التحول المركزي الذي خلفه اعتماد مجلس الامن للقرار الاخير ، وحديث جلالة الملك عن ان ما بعد 31 اكتوبر يختلف عما قبله… بصرف النظر عن تعدد القراءات فان الخطاب الملكي سعي بشكل جريء الى تاطير ما بعد 31 أكتوبر من خلال التاكيد على اليد الممدودة نحو الجزائر من اجل بناء سلام الشجعان، حيث لا غالب ولا مغلوب ، وعكس كل التيارات المأخوذة بضغط العواطف الجياشة ، فان ملك البلاد أكد ان الامر لا يتعلق بانتصار ولعل تأكيد الملك على هذه المعادلة كان بالاساس موجها من جهة لاطراف النزاع ومن جهة سعى لتأطير وتوجيه الراي العام ليستحظر في هذه اللحظة المفصلية رهان التفكير في الاخر والحرص على فتح افق متجدد لاعادة بناء الذاكرة المشتركة.. واستكمالا لهذه الروح سيصدر الديوان الملكي اليوم بلاغا ، يعلن فيه “عيد الوحدة الوطنية ” عوضا عن المسيرة الخضراء…
في تقديري فان اقدام الملك على هذه الخطوة لا يمكن تفسيره الا في اتجاه التاكيد على الرغبة في اعادة بناء الذاكرة المشتركة ،ذاكرتنا الجماعية بصرف النظر عن مواقفنا، سيما اذا انطلفنا من كون حدث”المسيرة الخضراء” الذي شكل هوية اجيال تميز في الاصل بتجاور سردتين مختلفتين ، سردية التحرير والوحدة الوطنية وسردية الموقف المخالف، التي ارتبطت بما يسمى بادبيات “الانطلاقة” لدى الاخوة في البوليساريو….
لكن للشهادة والتاريخ فاذا كنا نحن المتابعين لملف النزاع الاقليمي لا نتردد في الدعوة الى ضرورة اعادة كتابة تاريخنا الجماعي والمشترك بصرف النظر عن طبيعة اماله واحلامه ، فان ملك البلاد وهو يتخذ هذه الخطوة الشجاعة وغير المسبوقة، فانما كان يقوم باحلال “عيد الوحدة الوطنية ” مكان “عيد المسيرة ” علما ان عيد المسيرة الخضراء كان وسيبقى أهم حدث تاريخي من ابداع الراحل الحسن الثاني….فما هي الرسالة التي ارادها الملك باحداث هذا التحول الكبير؟
لا اجازف اذا ما قدرت أن ملك البلاد بهذا القرار “الصعب” و “الشجاع” كان يستهدف احداث تحول سيكولوجي كبير لدى الجميع من اجل تملك مغزى الانخراط في البناء الجماعي لذاكرتنا المشاركة…

