صوت العدالة : محمد زريوح
في خطوة أكاديمية رائدة، نظمت الكلية المتعددة التخصصات بالناظور يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، ندوة دولية بعنوان “تدريس اللغة الإسبانية في المغرب: التحديات والآفاق”، التي جمعت باحثين وأكاديميين من مختلف أنحاء المغرب وإسبانيا. وقد شكلت هذه الندوة منصة حوارية لتبادل الأفكار حول واقع تدريس اللغة الإسبانية في المغرب، في إطار تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين البلدين.
افتتح الندوة السيد القنصل العام للمملكة الإسبانية بالناظور، الذي عبر عن أهمية تعزيز الشراكة بين المغرب وإسبانيا في مجالات الثقافة والتعليم، مشددًا على أن هذا النوع من اللقاءات يشكل أساسًا لتوطيد العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن التبادل الثقافي بين البلدين يوفر فرصة لتعميق الفهم المشترك، مما يسهم في تسهيل الحوار الأكاديمي بين الباحثين في مختلف التخصصات.
كما ألقى عميد الكلية كلمة افتتاحية عبر فيها عن اعتزازه بتنظيم هذا الحدث العلمي المهم، مؤكدًا على مستوى التميز في التنظيم. ومن جانبه، تحدث رئيس شعبة الدراسات الإسبانية عن الأبعاد الأدبية والتاريخية التي يحملها موضوع تدريس الإسبانية، متطرقًا إلى ضرورة مواكبة المناهج التعليمية للمستجدات الثقافية في العالم المعاصر. وتم تقديم عرض شامل من منسقي المؤتمر تناولوا من خلاله محاور الندوة والجلسات العلمية المزمع عقدها.
وتطرقت الندوة إلى العديد من التحديات التي يواجهها تدريس اللغة الإسبانية في المغرب، أبرزها توقف برامج تكوين أساتذة اللغة الإسبانية منذ عام 2011، مما أسفر عن نقص في عدد الأطر المؤهلة لتعليم هذه اللغة. وفي الوقت ذاته، تناول المشاركون تراجع الإقبال على تعلم الإسبانية في المدارس، مؤكدين أن هذه اللغة لا تزال جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي المشترك بين المغرب وإسبانيا، خاصة في المناطق الشمالية.
وفي ختام الندوة، تم تكريم ثلاثة من الأساتذة الراحلين الذين تركوا بصمة واضحة في مجال تدريس اللغة الإسبانية في الكلية. وقد عبّر الحضور عن تقديرهم العميق لإسهاماتهم العلمية والإنسانية، مؤكدين أن أعمالهم ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. كما اختتمت الندوة بتوصيات أكدت على ضرورة تعزيز اللقاءات الأكاديمية المستمرة بين المغرب وإسبانيا، والتأكيد على أهمية تطوير السياسات التعليمية لتواكب التغيرات الثقافية والاقتصادية المتسارعة.

