الرئيسية آراء وأقلام حفيظ الدراجي… المعلّق الذي ضلّ طريق الميكروفون ووجد نفسه في وحل السياسة يدافع عن “تبون”.

حفيظ الدراجي… المعلّق الذي ضلّ طريق الميكروفون ووجد نفسه في وحل السياسة يدافع عن “تبون”.

IMG 20220121 WA0061
كتبه كتب في 1 نوفمبر، 2025 - 10:36 صباحًا

بقلم: عبد السلام اسريفي

الظاهر أن حفيظ الدراجي، المعلّق الجزائري الذي ملّ من وصف الأهداف داخل الملاعب، قرر أن يبحث عن “شهرة بديلة” في ملاعب السياسة، لكنه اختار أن يلعب في الملعب الخطأ، وبقميص نظام فقد مصداقيته منذ زمن بعيد.

كلما نطق المغرب أو تحركت قضية الصحراء، ينتفض الدراجي كأنه الناطق الرسمي باسم الخيبة الجزائرية. ينشر تغريدات يظنها بطولية، بينما هي في الواقع صرخات ارتباك لنظامٍ لم يستفق بعد من صفعة قرار مجلس الأمن 2797، الذي أكد أن العالم كله يؤمن بمغربية الصحراء وبواقعية مقترح الحكم الذاتي.

تدوينته الأخيرة التي كتب فيها: “السيادة تُنتزع ولا تُمنح”، لم تكن سوى محاولة يائسة لتبرير فشل مشروع سياسي انتهى قبل أن يبدأ. فلو كانت السيادة تُنتزع فعلاً، لانتزعها الشعب الجزائري من قبضة العسكر الذين صادروا حريته وثرواته منذ الاستقلال، بدل أن يُترك له الحليب والعدس موضوع أزمة وطنية!

1000370237

الدراجي اليوم لا يعلق على المباريات، بل على الأوهام. يتحدث عن السيادة وكأنها هدف يسجله على شاشة “بي إن سبورت”، ناسياً أن الميكروفون لا يصنع المواقف، وأن الصوت العالي لا يغطي فراغ الفكرة.

المغاربة لا يحتاجون لدروس في الوطنية من معلّق مأجور، فالمغربية ليست وجهة نظر، بل واقع يعيشه الناس على الأرض، ويعترف به العالم. والمغرب يمارس سيادته على أقاليمه الجنوبية بتنمية، واستثمار، واستقرار، بينما لا يمارس النظام الجزائري سوى العداء كرياضة رسمية.

إن كان الدراجي يظن أن تغريدة من وراء الشاشة يمكنها أن تهز شرعية المغرب، فليعلم أن ما يهتز فعلاً هو صوت نظامه وهو يتهاوى أمام الحقيقة. فالعالم تغيّر، والمغرب يتقدم، والجزائر ما تزال حبيسة خطاب الخمسينات، تُقاتل سراباً وتصفّق للوهم.

الأجدر بالدراجي أن يعود للتعليق على كرة القدم، فهي الميدان الوحيد الذي يملك فيه بعض المهارة. أمّا السياسة، فقد أثبت أنه فيها أضعف من حكم تسللٍ في مباراة ودّية،وليدع قصر المرادية حتى لايسقط كما سقط السابقون من أبواق النظام البائد، حفيظ الدراجي، المعلق الرياضي له جمهور ،متابعين، المفروض أن يحترمهم، وإن أبدى رأيه في قضايا بلده، فليكن محترما، مقبولا ،منطقيا، مغلف ببعض من المهنية التي تغيب عنه في كثير من المناسبات.

وليعلم الدراجي، الناطق الرسمي باسم المرادية، أن زمن الكراكيز قد ولى، وأن الشعب الجزائري ليس مغفلا، بل يخاف من الظلم والقهر والسجن، ويعلم أن نظامها العسكري، يستولي على ثروات البلاد، ويصرفها دون حسيب ورقيب، مقابل ذلك، هناك المواطن المسكين، يضطر للنهوض باكرا، ليحظى ب”شكارة”حليب، يسد بها رمق أطفاله.

ورحم من قال: فإن لم تستحي، فافعل ما شئت”.

مشاركة