أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله ابن كيران، أن المغرب في حاجة إلى جيل جديد من المهندسين المخلصين الذين يساهمون في “هندسة الدولة والأمة بالمعقول والوطنية”، مشددا على أن النهضة الحقيقية لا يمكن أن تتحقق إلا بتكامل الجهود وبإحياء القيم الأخلاقية والوطنية في العمل المهني والسياسي.
وخلال كلمته في افتتاح المؤتمر الوطني الثالث لجمعية مهندسي العدالة والتنمية، المنعقد اليوم السبت بالرباط، قال ابن كيران إن المرجعية الإسلامية “تحتاج إلى مهندسين نزيهين وصادقين يفهمون الأسس التي جاء بها الوحي”، مضيفا: “لسنا بحاجة إلى من يخترع لنا دينا جديدا، بل إلى من ينظر في أحوال الأمة بعقلية هندسية تقود إلى الإصلاح والبناء”.
وأوضح ابن كيران أن النهضة التي ينشدها المغاربة “تحولت إلى سراب خلال العقود الماضية بسبب غياب روح المسؤولية الوطنية”، داعيا إلى تضافر الجهود بين مختلف الكفاءات المهنية لإيجاد حلول عملية للأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد.
وأشار إلى أن المهندسين مدعوون للعب دور محوري في “هندسة الدولة والمجتمع”، قائلا: “نحن في حاجة إلى مهندسين يهندسون لنا دولتنا، لأننا نريد أن نحافظ على نظامنا الملكي، فهو ركيزة أساسية في استقرار البلاد، رغم أنه ليس معصوما من الخطأ”.
وفي سياق آخر، وجه ابن كيران انتقادات لاذعة لما وصفه بـ”مرحلة تحكم المال والاستهلاك”، مؤكدا أن المال أصبح “إلها جديدا يعبده كثير من الناس”، محذرا من خطورة تغليب المصلحة المادية على القيم الروحية والإنسانية.
كما تطرق الأمين العام لحزب العدالة والتنمية إلى الوضع في غزة، مثمنا “قدرة حركة حماس على الصمود في وجه آلة عسكرية ضخمة لما يقارب السنتين”، ومعتبرا أن “الأنفاق التي أربكت الجيش الإسرائيلي ما كانت لتنجز لولا كفاءة المهندسين الذين يحملون هم الأمة”.
وختم ابن كيران كلمته بالتأكيد على أن القضية الفلسطينية “أعادها الله إلى صدارة الاهتمام العالمي”، منتقدا بعض الأصوات التي سبق أن أعلنت دعمها لإسرائيل، قائلا: “على هؤلاء أن يعتذروا لله وللشعب المغربي عما قالوه حين رددوا: كلنا إسرائيليون”.
