شهدت العاصمة الرباط، مساء السبت، موجة جديدة من الاحتجاجات الشبابية، قادها العشرات من المنتمين لحركة “جيل Z”، الذين خرجوا في وقفة سلمية أمام مبنى البرلمان للمطالبة بإقالة الحكومة الحالية برئاسة عزيز أخنوش، وإطلاق إصلاحات شاملة في مجالات التعليم والصحة والتشغيل.
نظمت الوقفة بدعوة من تنسيقيات شبابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعرفت حضورا ملحوظا من المشاركين وسط أجواء هادئة دون أي تدخل أمني. وردد المحتجون شعارات تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين الأوضاع المعيشية، معتبرين أن السياسات الحكومية الحالية “فاقمت معاناة فئات واسعة من المجتمع”.
كما شدد المشاركون على تمسكهم بالسلمية في جميع خطواتهم الاحتجاجية، مؤكدين أن تحركاتهم تهدف إلى الدفاع عن الحق في العيش الكريم، لا إلى خلق الفوضى أو التصعيد.
لم تقتصر الاحتجاجات على الرباط، إذ شهدت مدن كبرى مثل الدار البيضاء وفاس وطنجة وقفات متفرقة حملت المطالب نفسها، في خطوة تؤشر على تنامي الزخم الشعبي الداعم لمطالب الحركة، وسعيها لتوسيع رقعة الاحتجاجات في مختلف جهات البلاد.
في بيان رسمي، أوضحت حركة “GENZ212” أن عودتها إلى الشارع تأتي “ردا على غياب تجاوب حكومي مع المطالب الاجتماعية المشروعة”، مؤكدة أن ملفها المطلبي يتضمن مقترحات عملية لإصلاح التعليم والصحة والتشغيل، إلى جانب المطالبة بإطلاق سراح معتقلي الرأي الذين شاركوا في احتجاجات سابقة.
وأشار البيان إلى أن استمرار التجاهل الرسمي دفع الحركة إلى “تنويع أشكالها النضالية السلمية”، من خلال الجمع بين الوقفات الميدانية وحملات المقاطعة الاقتصادية، لإيصال صوت الشباب المغربي والتأكيد على أن الأزمة الاجتماعية “تهم كل فئات المجتمع، وليس الشباب فقط”.
وجددت الحركة التزامها التام بالسلمية، معتبرة أن احتجاجاتها “وسيلة حضارية للضغط من أجل الإصلاح”. كما دعت الحكومة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، مشددة على أن أي تهدئة ميدانية لن تتحقق إلا عبر استجابة حقيقية للمطالب الأساسية، وعلى رأسها إطلاق سراح المعتقلين وتحقيق إصلاحات ملموسة تعيد الثقة في المؤسسات.

