وجه خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، انتقادات لاذعة لعرض وزير التربية الوطنية، سعد برادة، الذي قدمه أمام مجلس النواب حول مستجدات الدخول المدرسي 2025-2026، معتبرا أنه “خيب آمال المهتمين بإصلاح المنظومة التربوية” وجاء “فارغا من الملفات الكبرى المنتظرة”.
وقال الصمدي في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فيسبوك”، إن “غياب القضايا الأساسية التي يفترض أن تكون في صلب أجندة الإصلاح، يعكس استمرار الوزارة في الارتباك وضعف الرؤية الإستراتيجية منذ بداية الولاية الحكومية”، مضيفا أن “العرض اكتفى بالتفاصيل التقنية والجزئيات التنفيذية، دون التطرق إلى المحاور الكبرى التي تؤطر إصلاح التعليم وفق القانون الإطار”.
وأشار المسؤول الحكومي السابق إلى أن الخطاب الملكي الأخير، الذي شدد على أولوية إصلاح التعليم ضمن المطالب الشعبية، كان يستدعي من الوزير تقديم عرض “مختلف عن سابقاته”، يستجيب للتوجيهات الملكية ويعرض خطوات ملموسة لتدارك التأخر الحاصل وتسريع وتيرة الإنجاز.
وأضاف الصمدي أن العرض، الذي لم يتجاوز عشر شرائح قدمت للنواب والصحافة، “أصاب المتتبعين بخيبة أمل كبيرة”، لأنه “افتقر إلى معطيات دقيقة حول عدد من الملفات ذات الأولوية، ووضع الوزير في موقف حرج أمام تساؤلات النواب، بمن فيهم أعضاء الأغلبية”.
وأوضح المتحدث أن العرض الوزاري “تجاهل تماما” ملفات محورية، من بينها الورش التشريعي والقانوني المؤطر للإصلاح، والرؤية المستقبلية لتمويل مشاريع المنظومة التربوية في قانون المالية الأخير للولاية، إلى جانب غياب أي تقييم للاستراتيجية الوطنية لتكوين الأطر التربوية بين وزارتي التعليم العالي والتربية الوطنية.
كما سجل الصمدي غياب الإشارة إلى مستجدات المناهج الدراسية ولغة التدريس، وإدماج التعليم الأولي في الابتدائي كما ينص عليه القانون والرسالة الملكية، فضلا عن تجاهل ورش التعليم الخصوصي والإطار التعاقدي المنتظر بين الدولة والمؤسسات الخاصة.
واختتم الصمدي تصريحه بالقول إن “المدرسة المغربية ما زالت تدور في حلقة مفرغة من الإصلاح وإصلاح الإصلاح”، وهو ما يؤدي، حسب قوله، إلى “هدر الوقت والجهد والموارد، بدل تحقيق قفزة نوعية تعيد الثقة في المنظومة التعليمية الوطنية”.

