صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
في مبادرة إنسانية نوعية تهدف إلى تقريب الخدمات الطبية من المواطنين، أعطيت الانطلاقة، يوم السبت 11 أكتوبر 2025، بالمستشفى المحلي بمدينة تيفلت، لمرحلة الفحص الأولي الخاصة بالحملة الطبية الجراحية لإزالة المياه البيضاء (الجلالة)، التي تنظمها المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالخميسات، بشراكة مع جمعية أطباء العيون بلا حدود وبتعاون مع سفارة جمهورية مالطا بالمغرب.
وتندرج هذه الحملة ضمن برنامج وطني يروم محاربة أمراض العيون وتحسين جودة الحياة البصرية لدى الفئات الهشة، التي تجد صعوبة في الولوج إلى الخدمات الطبية المتخصصة بسبب الكلفة الباهظة للعمليات الجراحية أو بعد مراكز العلاج.
🔹 إقبال واسع ونتائج أولية مشجعة
عرف اليوم الأول من هذه الحملة إقبالاً كبيراً من ساكنة تيفلت والمناطق المجاورة، حيث استقبل المستشفى ما يقارب 400 مستفيد من مختلف الأعمار، خضعوا جميعاً لفحوصات دقيقة بإشراف طاقم طبي وتمريضي متخصص في جراحة العيون.
وحسب المعطيات الميدانية، فقد تم تشخيص 187 حالة مصابة بالجلالة، تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لاستعادة البصر وتحسين جودة الرؤية، فيما تم تسجيل باقي الحالات ضمن لائحة المراقبة الطبية للمتابعة والتقييم المستمر.
🔹 العمليات الجراحية في أفق 22 أكتوبر
من المرتقب أن تُجرى العمليات الجراحية لفائدة المستفيدين الذين تم تأكيد حاجتهم للتدخل خلال الأيام 22 و23 و24 أكتوبر الجاري، حيث سيتم تسخير تجهيزات طبية متطورة وأطقم متعددة التخصصات لضمان سير العملية في ظروف صحية وإنسانية آمنة.
كما ستشمل الحملة توفير الدواء المجاني ومواكبة ما بعد العملية، لضمان استقرار الحالة البصرية للمستفيدين وتفادي أي مضاعفات محتملة.
🔹 دعم إنساني وتكامل مؤسساتي
وفي تصريح خصت به مصادر طبية محلية، أكدت أن هذه الحملة تجسد نموذجاً رائداً للتعاون بين القطاع الصحي العمومي والمجتمع المدني والمؤسسات الدولية، مشيرة إلى أن مساهمة جمعية “أطباء العيون بلا حدود” وسفارة مالطا بالمغرب شكلت قيمة مضافة في تمويل وتوفير المعدات اللازمة لإنجاح المبادرة.
من جهتها، أوضحت مصادر من المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة بالخميسات أن هذه المبادرة تأتي ضمن البرنامج الإقليمي للتكفل بأمراض العيون، وتنسجم مع التوجه الوطني الرامي إلى تعزيز العدالة الصحية وتقليص الفوارق المجالية، مؤكدة أن هذه الحملات ستتواصل لتشمل مناطق أخرى بالإقليم خلال الأسابيع المقبلة.
🔹 بريق أمل في عيون المستفيدين
لم تكن الحملة مجرد موعد طبي، بل كانت لحظة إنسانية مؤثرة، حيث عبّر عدد من المستفيدين عن امتنانهم لهذه المبادرة التي منحتهم الأمل في استعادة البصر، بعد سنوات من المعاناة مع ضعف الرؤية وتعذر تحمل تكاليف العمليات.
قال أحد المستفيدين في تصريح لـ تيفلت بريس:
“لم أكن أتصور أنني سأرى بوضوح مرة أخرى، أشكر الأطباء وكل من ساهم في هذه الحملة… إنها نعمة من الله.”
🔹 نحو تعميم المبادرة
يُنتظر أن تساهم هذه الحملة في الحد من انتشار مرض “الجلالة” الذي يُعد من أبرز أسباب فقدان البصر لدى كبار السن، إلى جانب رفع الوعي بأهمية الكشف المبكر والعلاج الوقائي.
وبذلك، تؤكد هذه المبادرة مرة أخرى أن الصحة حق للجميع، وأن التعاون بين المؤسسات الرسمية والجمعيات الإنسانية يمكن أن يغيّر حياة المئات من المواطنين نحو الأفضل
