ليلةٌ بطعم المجد عاشها عشّاق الكيك بوكسينغ في مدينة روتردام الهولندية، حيث دوّى اسم المغرب عاليًا من جديد، بعدما نجح البطل طارق خبابز في استعادة لقب بطل العالم في الوزن الخفيف الثقيل خلال المنافسات القوية لـ GLORY 104 مساء السبت.
نزال القمة الذي جمع خبابز بالمقاتل الأذربيجاني-الإيراني بهرام رجاب زاده كان أكثر من مجرد مواجهة رياضية؛ كان معركة بين الإرادة والطموح، بين السقوط والنهوض. خمس جولات من القوة والندية والإصرار، أثبت فيها المقاتل المغربي أن الأبطال الحقيقيين لا يُهزمون مرتين بالروح نفسها.
وبعد أداء بطولي متزن، حسمت لجنة التحكيم النزال بالإجماع لصالح خبابز، ليُتوّج بطلاً للعالم للمرة الثانية، ويُعيد الحزام الذي فقده قبل عام إلى مكانه الطبيعي… في خزائن المغرب.
هذا الانتصار لم يكن مجرد استعادة للقب، بل استعادة للثقة والهيبة بعد فترة صعبة عاشها خبابز منذ خسارته أمام الليتواني سيرجي ماسلوبوييف في يونيو 2025. لكن المقاتل المغربي، المعروف بعزيمته الحديدية، عاد هذه المرة أكثر نضجًا، وأكثر تركيزًا، ليؤكد أن الخسارة ليست نهاية الطريق بل بداية جديدة نحو المجد.
مشهد رفع العلم المغربي وسط هتافات الجماهير في روتردام كان لحظة تختصر المسافة بين العرق والفخر، بين الغربة والانتماء، بين حلم شخصي وفرحة وطن.
لقد برهن طارق خبابز أن المقاتل المغربي لا يعرف المستحيل، وأن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل رسالة إصرار واعتزاز بالهوية.
بهذا الإنجاز، يكتب خبابز فصلاً جديداً في سجل الأبطال المغاربة الذين رفعوا اسم المغرب عالياً في سماء الرياضات القتالية، مؤكداً أن المجد يصنعه الإيمان والعزيمة قبل القبضة والركلة.
