صوت العدالة : محمد زريوح
عاشت مدينة العروي، يوم أمس الخميس، حالة من الاستنفار الأمني بعد اكتشاف عملية ترويج لأوراق نقدية مزيفة من فئة 200 درهم، في واقعة غريبة تورط فيها طفل قاصر دون علمه. التفاصيل التي سرعان ما انتشرت بين سكان المدينة كشفت عن دهاء شبكة إجرامية حاولت تمرير النقود المزيفة بطريقة خبيثة، مستغلة براءة طفل صغير كواجهة لتنفيذ جزء من مخططها.
القصة انطلقت من محل جزارة بسيط وسط المدينة، حين دخل طفل على متن دراجته الهوائية طالبًا شراء كمية من لحم الكفتة بقيمة 80 درهمًا، مقدّمًا ورقة نقدية من فئة 200 درهم. غير أن عين الجزار الخبيرة التقطت اختلافًا في مظهر الورقة ولمسها، فساوره الشك في صحتها. وبعد استشارة بعض الجيران، تأكد أن الورقة مزيفة، لتُبلّغ المصالح الأمنية على الفور التي انتقلت بسرعة إلى المكان لفتح تحقيق في الحادث.
أثناء الاستماع إلى الطفل بحضور أسرته، أوضح ببراءة أنه لا يعرف شيئًا عن الورقة، وأن رجلًا غريبًا منحه إياها وطلب منه شراء الكفتة فقط. وبعد مراجعة كاميرات المراقبة القريبة من محل الجزارة، ظهرت بوضوح لقطات للشخص الذي سلّمه الورقة المشبوهة، ما دفع الأمن إلى التحرك الميداني الفوري لتحديد هويته وتعقبه.
وخلال ساعات قليلة، نجحت المصالح الأمنية في توقيف شخصين يشتبه في انتمائهما إلى شبكة لترويج النقود المزيفة داخل المدينة وضواحيها. التحقيقات، التي تُجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، ما تزال متواصلة للكشف عن باقي المتورطين ومصدر الأوراق المزورة. هذه الواقعة، التي شغلت الرأي العام المحلي، أكدت من جديد أن يقظة المواطنين وتفاعلهم مع الأجهزة الأمنية يشكلان خط الدفاع الأول ضد الجريمة المنظمة التي تتخذ اليوم أشكالًا أكثر مكرًا ودهاءً.

