صوت العدالة: محمد زريوح
في أروقة معرض “كريماي 2025”، أكبر منصة مغربية وإفريقية لفنون الطهي والحلويات، خطف الشيف المغربي فؤاد بوطيبي الأضواء بمشاركته المتميزة. ابن قبيلة آيت سعيد بإقليم الدريوش، والمقيم في مدينة الناظور، جاء إلى الدار البيضاء ليحمل معه خبرة سنوات وشغفًا كبيرًا بفن الحلويات، بعد أن تمت دعوته رسميا من طرف السيد كمال رحال السولامي، رئيس الفدرالية المغربية لفنون الطهي.
لم يكن حضوره مجرد مشاركة عابرة، بل حمل توقيعًا خاصًا جسّد كفاءته واحترافيته. فقد تولى مهام Jury Technique في الإقصائيات الوطنية للحلويات، حيث أثبت قدرته على تقييم أدق التفاصيل الفنية والابتكارية، واضعًا نصب عينيه الارتقاء بالمعايير الوطنية إلى مستوى عالمي.
وفي منافسات التذوق، كان اسمه حاضرًا ضمن لجنة Jury Dégustation في مسابقة Wedding Cake، حيث احتكم المتسابقون إلى ذائقته وخبرته في تذوق التوازن بين النكهة والجمالية. كما ساهم في تقييم مسابقات المعاهد الفندقية، مشجعًا الطاقات الشابة على الإبداع والثقة بالنفس.
أما خلف الكواليس، فقد كان بوطيبي أحد أعمدة التنظيم، حيث ساهم بخبرته في ضمان نجاح الفعالية، ليعكس صورة المغرب كبلد قادر على تنظيم أحداث كبرى بمستوى عالمي، وليؤكد أن الحضور المغربي في هذا المعرض لم يكن رقمًا عابرًا، بل قوة فعلية مؤثرة.
هذه الدورة حملت معها لحظات تاريخية؛ إذ أحرز فريق الطهي المغربي المرتبة الأولى على المستوى الإفريقي، بينما نال فريق الخبازة المرتبة الثانية، ما أهّله رسميًا إلى كأس العالم للخبازة. إنجازات رسخت المغرب كوجهة طهي رائدة، وأثبتت أن الطاقات الوطنية قادرة على مقارعة أعتى المدارس العالمية.
وفي حديثه عقب اختتام المعرض، عبّر الشيف بوطيبي عن امتنانه العميق للسيد كمال رحال السولامي على ثقته ودعمه المستمر، مؤكدًا أن التنظيم المحكم أتاح للمواهب المغربية الشابة فرصة الظهور على المنصات الدولية، وهو ما يعزز ثقة الأجيال القادمة في قدراتها.
وأضاف بوطيبي أن مشاركته ليست مجرد محطة شخصية، بل مسؤولية جماعية تهدف إلى نقل فنون الحلويات المغربية إلى مستوى العالمية، عبر التمسك بالأصالة والابتكار في آن واحد، وهو ما يمنح المطبخ المغربي خصوصيته وقيمته المضافة في الساحة الدولية.
وهكذا، لم تكن مشاركة الشيف فؤاد بوطيبي حدثًا عاديا، بل قصة نجاح تلخص رحلة شاب من إقليم الدريوش إلى واجهة أبرز معرض للطهي في إفريقيا. قصة تؤكد أن الحلم المغربي حين يقترن بالإرادة والعمل الجاد، يصبح قادرًا على رفع راية الوطن عاليًا في أكبر المحافل الدولية.
