انس خالد / وجدة – صوت العدالة
عرفت منصات التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة موجة من الأخبار المضللة، حيث سارعت بعض الصفحات الفيسبوكية إلى الحديث عن “هدم شامل للمقاهي الشاطئية بكورنيش السعيدية”، في محاولة لإثارة البلبلة واستقطاب التفاعل عبر عناوين صادمة لا علاقة لها بالواقع.
غير أن الحقيقة، التي حاولت هذه الصفحات طمسها، تفيد أن المشروع المبرمج لا علاقة له بالهدم أو الإقصاء، بل يندرج في إطار رؤية حضرية حديثة لإعادة هيكلة وتأهيل الكورنيش، مع الحفاظ على المقاهي والمطاعم ومنحها تصاميم عصرية تليق بمدينة يُفترض أن تكون واجهة سياحية للجهة الشرقية.
اللافت أن مثل هذه المنشورات تفتقر لأبسط معايير المهنية، إذ يتم التلاعب بالمعلومة لتقديم صورة سوداوية تُسيء للسعيدية أكثر مما تخدمها. ففي الوقت الذي تتجه فيه السلطات نحو ضخ استثمارات لتأهيل المدينة، تُصر بعض الصفحات على تقديم الكورنيش كفضاء مهدد بالهدم، وكأن الهدف ليس تنوير الرأي العام، بل كسب المتابعين عبر الإثارة المجانية.
المعطيات الميدانية تؤكد أن المشروع المرتقب يشمل:
تحديث الفضاءات العمومية بالكورنيش.
إعادة تنظيم المقاهي والمطاعم في صيغ أكثر عصرية.
تحسين البنية التحتية والمشهد الجمالي.
تعزيز جاذبية السعيدية كوجهة سياحية كبرى.
أي أن المقاهي لن تُزال، بل ستُعطى لها قيمة مضافة من خلال التصاميم الجديدة، وهو ما يدحض بشكل قاطع مزاعم “الهدم”.
الجدل القائم يطرح سؤالاً أساسياً: هل الهدف فعلاً هو الدفاع عن مصالح السعيدية وساكنتها، أم البحث عن “البوز” على حساب الحقيقة؟
فالمشاريع الكبرى التي تُبرمج بالمدينة تحتاج إلى نقاش جاد ومسؤول، لا إلى ضجيج رقمي مبني على العناوين الكاذبة.
كورنيش السعيدية لن يُهدم، بل سيُعاد تأهيله. أما الهدم الحقيقي فهو ما تمارسه بعض الصفحات على الحقيقة والمصداقية الصحفية، عبر نشر أخبار ملفقة تُسيء لصورة المدينة وتضرب في العمق جهود التنمية السياحية بالجهة.
