أبو إياد / مكتب مراكش
يشكل قطاع الزراعة ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب، وفي هذا الإطار برز “مخطط المغرب الأخضر” كأحد المشاريع الاستراتيجية الكبرى الهادفة إلى تعزيز الإنتاج الزراعي وضمان الأمن الغذائي. وبعد مرور أكثر من عقد على إطلاقه سنة 2008، عاد النقاش من جديد حول حصيلته وآفاق تطويره.
في هذا السياق، ترأس السيد عبد الرزاق أحلوش، يوم الأربعاء 10 شتنبر 2025، أشغال اجتماع المجموعة الموضوعاتية المكلفة بتقييم “مخطط المغرب الأخضر”، بحضور السيد عبد العزيز الحرايقي، مدير معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، إلى جانب عدد من الخبراء والمسؤولين. اللقاء شكل محطة هامة لتقويم ما تحقق، واستشراف السبل الكفيلة بجعل القطاع أكثر قدرة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
وقد أكد المشاركون أن المخطط ساهم في إرساء دينامية جديدة داخل القطاع، من خلال دعم الفلاحين بالتقنيات الحديثة وتوفير المواكبة المالية والإرشادية، ما مكن من خلق فرص عمل وتعزيز مردودية العديد من سلاسل الإنتاج. غير أن النقاش شدد على ضرورة التقييم المستمر والتحديث الدائم حتى يظل هذا المشروع قادراً على مواكبة المتغيرات.
ومن أبرز القضايا التي طُرحت خلال الاجتماع، تحديات التغيرات المناخية وما تفرضه من ضغط متزايد على الموارد المائية والإنتاجية الزراعية. بالمقابل، اعتبر الخبراء أن الحل يكمن في توسيع اعتماد تقنيات الزراعة الذكية والمستدامة، بما يتيح التكيف مع هذه المتغيرات وضمان استمرارية الإنتاج.
كما أشار المتدخلون إلى أن المستقبل يفرض اعتماد الرقمنة كخيار استراتيجي، عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والبيانات الضخمة، لتحسين الإنتاجية وترشيد استهلاك الموارد وتقليص الفاقد، بما يعزز الأمن الغذائي الوطني.
وبالنسبة للحاضرين، فإن “مخطط المغرب الأخضر” لم يعد مجرد برنامج حكومي، بل يمثل رؤية مشتركة لمستقبل القطاع الزراعي، وأملاً للفلاحين والمزارعين في تحقيق تنمية مستدامة. ومع استمرار جهود التحديث والتطوير، يتطلع الجميع إلى مرحلة جديدة من الثورة الزراعية، تجعل من التجربة المغربية نموذجاً يحتذى به إقليمياً ودولياً..






