الرئيسية أخبار وطنية سطات بين المبادئ والمكر: قصة شباب يصنعون الفرق وآخرون يبيعون الوهم.

سطات بين المبادئ والمكر: قصة شباب يصنعون الفرق وآخرون يبيعون الوهم.

IMG 20250913 WA0010
كتبه كتب في 13 سبتمبر، 2025 - 9:38 صباحًا


صوت العدالة- معاذ فاروق

في حزب الأمل لا ندافع عن الشباب لمجرد أنهم شباب، بل لأننا نعرف تماماً الفرق بين من يحمل السياسة رسالة ومن يحوّلها إلى سوق شعواء للارتزاق. مدينة سطات شهدت تجارب شبابية من كل الألوان: شباب مؤطر ومكوَّن يرفعون الراية من أجل الإصلاح والمبادرة الجادة، وشباب آخرون يظنون أن التأطير هو مجرد حيلة لتعلم فنون المكر والخداع المالي، وكأنهم شاركوا في دورة تدريبية تحت عنوان “كيف تسرق السياسة بابتسامة!”. ترى هؤلاء الانتهازيين يذهبون إلى كل اجتماع وكأنهم في مزاد، يسألون: كم سأربح من هذا المشروع؟ وما قيمة أي وعد إذا لم يملأ جيبي اليوم؟ إن مشهدهم الكوميدي السوداوي يكاد يثير ضحكة، لو لم يكن مؤلماً في الوقت نفسه.
ماشي حنا وحدنا لي مضوين البلاد، هناك شباب آخر نحترمهم ويقودون تنظيمات سياسية، لكن أساسهم التكوين والتأطير، شباب يعرفون أن السياسة مسؤولية قبل أن تكون منفعة، وأن المبادئ ليست ورقة يمكن قلبها بحسب المصلحة، وأن المبادرة الحقيقية لا تدرّ أرباحاً فورية، بل تصنع ثقة تبقى بعد أن يختفي الجميع. هؤلاء الشباب، بعكس الانتهازيين، يجعلون الاختلاف قوة، والمبادرة جسرًا للثقة، والعمل السياسي رسالة واضحة، لا مجرد استعراض للدهاء الشخصي، ولا مسرحاً للمكاسب السريعة.
في مواجهة هذا الواقع، لا يمكن إلا أن تبتسم بسخرية سوداء أمام محاولات الانتهازيين: تحركاتهم محسوبة، وجيوبهم مترقبة، وأعينهم على أي فرصة للربح الفوري، كأنهم يمارسون فنون السرقة ضمن دورة سياسية مفتوحة، ولكن التاريخ سبق أن علّم سطات أن هؤلاء لا يخلّفون إلا الضحك المرّ على المشهد، بينما الشباب المؤطر يصنع المستقبل ويترك إرثاً ملموساً.
إن حزب الأمل لا يرفع راية الدفاع عن الشباب عبثاً، بل لأننا نؤمن بأن مستقبل السياسة لا يُبنى بالانتهازية، ولا بالمكر والخداع، بل بالشباب الذي تعلم، تأطّر، كوّن نفسه، وتمكن من تحويل المبادئ إلى فعل، والمبادرات إلى أثر، الشباب الذي يعرف أن الوطن أكبر من أي مكسب شخصي، وأن السياسة رسالة قبل أن تكون وظيفة، وأن كل مشروع جاد يبدأ بشباب قادر على الصدق، الالتزام، والمبادرة الجدية، بعيداً عن الأسواق الصغيرة للخداع والانتهازية، ومع احترامنا لكل تنظيم شبابي آخر قائم على التأطير والتكوين، مؤكدين أن الفرق بين من يرفع الوطن وبين من يرفع جيبه صار واضحاً كضوء النهار.

مشاركة