✍️ بقلم: عبد الحكيم رضى
شهدت جماعة سيدي محمد أومرزوق بإقليم الصويرة، على مدى ثلاثة أيام (06، 07 و08 شتنبر 2025)، فعاليات مهرجان التبوريدة الذي نظمه المجلس الجماعي بشراكة مع السلطات المحلية والإقليمية، وذلك احتفاءً بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1447 هـ.
مشاركة واسعة وحضور وازن
المهرجان شكّل موعداً سنوياً يلتقي فيه عشاق الفروسية التقليدية من مختلف المناطق، حيث تحولت ساحة التبوريدة إلى فضاء يجمع بين أصالة العروض وقيم التضامن الاجتماعي.
وقد تميزت هذه الدورة بمشاركة حوالي 60 سربة من إقليم الصويرة والمناطق المجاورة، بالإضافة إلى سربات من أقاليم أخرى، مما منحها طابعاً وطنياً مميزاً. كما عرف المهرجان حضور شخصيات بارزة، من بينها الفارس والمقدم رشيد سكاس، المتوج بذهبية دار السلام، إلى جانب عدد من الوجوه السياسية المنتمية لإقليمي الصويرة وشيشاوة.
كما كان للحضور القوي لأبناء قبيلة أولاد تيدرارين الأنصار الصحراوية، المنتمية إلى القبائل الجنوبية بالصحراء المغربية، وقع خاص عزز عمق الروابط الوطنية ووحدة الهوية المغربية عبر تنوع مكوناتها الثقافية.
التبوريدة.. إرث فني وروحي
لم يكن المهرجان مجرد استعراض فروسية، بل كان مناسبة لإبراز موروث تاريخي وفني ضارب في القدم، يجمع بين الفرسان، الخيول، الأزياء التقليدية، وأهازيج الجمهور. وقد شكّلت هذه العناصر لوحة فنية تعكس الانسجام والهوية الجماعية.
ارتباط العروض بذكرى المولد النبوي الشريف أضفى عليها بعداً روحياً واجتماعياً يكرس قيم الوحدة والتآزر.
البعد الاقتصادي والاجتماعي
إلى جانب قيمته الثقافية، ساهم المهرجان في تنشيط الحركة الاقتصادية المحلية، حيث استفاد الباعة والحرفيون، كما انتعشت مجالات الضيافة والخدمات، وهو ما يؤكد دور هذه التظاهرات التراثية في دعم التنمية المحلية.
رسائل وتوصيات
أبرز المهرجان الحاجة إلى مزيد من الدعم للحفاظ على هذا التراث الأصيل، من خلال:
تشجيع تكوين الأجيال الشابة في فنون الفروسية.
تخصيص فضاءات للحرفيين والصناع التقليديين.
تطوير البنيات التحتية والمرافق الخاصة باستقبال السربات والجمهور.
تعزيز الأرشيف السمعي البصري لتوثيق ذاكرة المهرجان.
لقد شكّل مهرجان التبوريدة بسيدي محمد أومرزوق حدثاً ثقافياً واجتماعياً بامتياز، جمع بين فرسان الشمال والجنوب، وأبرز غنى التراث المغربي وتنوعه، في لوحة واحدة تجسد روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.
ولا يفوتنا أن نُشيد بالجهود المبذولة من طرف السلطات المحلية، رجال الدرك، عناصر القوات المساعدة، أعوان السلطة، فعاليات المجتمع المدني وأعيان المنطقة، الذين سهروا على إنجاح هذه النسخة بكل تفاصيلها التنظيمية والأمنية.










