نيامي – أعلنت السلطات النيجيرية عن مقتل إبراهيم محامادو، المعروف باسم “باكورا”، أحد أبرز قادة تنظيم بوكو حرام، في عملية وُصفت بـ”الجراحية” نفذتها القوات العسكرية النيجيرية في إقليم ديفا جنوب شرق النيجر.
وأكدت المصادر أن المخابرات المغربية لعبت دوراً محورياً في نجاح هذه العملية من خلال تزويد الجيش النيجري بمعلومات دقيقة مكّنت من القضاء على “باكورا” في حوض بحيرة تشاد.
وتُظهر هذه العملية توسّع شراكات المغرب في مجال مكافحة الإرهاب عبر منطقة الساحل، وتعكس تنامي نفوذ المملكة في قضايا الأمن بمنطقة غرب إفريقيا.
من جهتها، سارع تنظيم بوكو حرام إلى التشكيك في خبر مقتل زعيمه، وهو موقف معتاد يعكس حرص التنظيمات الإرهابية على الحفاظ على معنويات أتباعها ومصداقيتها العملياتية.
وكانت مصادر عسكرية قد ربطت “باكورا” بعدة عمليات إرهابية، من بينها اختطاف أكثر من 300 طالب في كوريغا بنيجيريا في مارس 2024، بالإضافة إلى هجمات انتحارية استهدفت مدنيين وعسكريين في نيجيريا والنيجر والكاميرون.
ويواصل تنظيم بوكو حرام، الذي أسسه محمد يوسف سنة 2002، تشكيل تهديدات كبيرة في منطقة حوض بحيرة تشاد، حيث تسبب منذ 2009 في مقتل حوالي 40 ألف شخص وتشريد أكثر من مليوني نسمة عبر نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون.
دور المغرب الاستخباراتي
أثبت التعاون الأمني بين المغرب والنيجر فعاليته العالية، إذ مكّنت المعلومات الاستخباراتية المغربية الجيش النيجري من القضاء على زعيم خطير للتنظيم الإرهابي.
ويُشكل هذا الإنجاز محطة بارزة في تعاون المغرب مع دول الساحل، ويُجسد مكانته كشريك أمني رئيسي في المنطقة، حيث لعبت المملكة دور الوسيط بين الدول الغربية والحكومات العسكرية في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، معززةً نفوذها الدبلوماسي والأمني في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية.
خبرة المغرب في مكافحة الإرهاب
يمتلك المغرب خبرة واسعة في مكافحة الإرهاب، إذ تمكن خلال العقدين الأخيرين من تفكيك أكثر من 200 خلية إرهابية واعتقال أكثر من 3,500 عنصر متورط في أنشطة إرهابية، مطوراً قدرات استخباراتية عالية.
كما استضافت الرباط في يونيو 2024 ورشة عمل إقليمية نظمها مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب لدول الساحل، فيما ترأست المملكة إلى جانب الاتحاد الأوروبي سنة 2023 الدورة الخامسة للحوار ضمن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب (GCTF).

