صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
تشهد مدينة تيفلت والنواحي في الآونة الأخيرة انقطاعات متكررة للماء الصالح للشرب، تزامناً مع موجة الحر وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. وهو أمر طبيعي أن يوازيه ارتفاع في الطلب على هذه المادة الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها.
الشركة الجهوية SRM أوضحت أن الانقطاعات تشمل مختلف المدن والجماعات التي تتزود من سد الكنزرة، مبررة ذلك بالضغط الكبير على الموارد المائية، ومعلنة عن وضع برنامج لتوزيع الماء بين المدن، إلى جانب تدخلات تقنية قالت إنها ستُسهم في تحسين الوضع ابتداءً من اليوم.
لكن، إذا كان الحل المقترح هو تقاسم النقص عبر جدول للتوزيع، فهذا لا يعني سوى أن المواطنين سيظلون يعيشون تحت وطأة الانقطاعات في الأيام المقبلة، في انتظار أن يتحسن الوضع بشكل ظرفي. وهي معالجة أشبه بالترقيع أكثر مما هي رؤية استراتيجية.
المشكل الحقيقي بنيوي، ويتطلب معالجة جذرية تقوم على خطة واقعية وطويلة الأمد، تراعي التحولات المناخية والطلب المتزايد للسكان، خصوصاً في فترات الصيف الحار. هذه الخطة يجب أن تتأسس على:
تنويع مصادر التزود بالماء وعدم الاكتفاء بسد واحد.
إصلاح شبكات التوزيع لتقليص نسبة التسربات والضياع.
الاستثمار في مشاريع التحلية وإعادة استعمال المياه العادمة المعالجة.
تعزيز ثقافة الاقتصاد في استهلاك الماء عبر حملات توعية موجهة.
إن الماء ليس مجرد مادة استهلاكية، بل حق أساسي وركيزة للحياة. ومع تزايد التحديات المناخية والديمغرافية، فإن الرهان اليوم ليس فقط ضمان تزويد مؤقت، بل إرساء رؤية مستدامة تحفظ الأمن المائي وتضمن كرامة المواطنين.

