الرئيسية أخبار وطنية ارتفاع أسعار التذاكر بين برشلونة وطنجة يثير غضب الجالية المغربية: “هل أصبح الشوق إلى الوطن ترفًا؟”

ارتفاع أسعار التذاكر بين برشلونة وطنجة يثير غضب الجالية المغربية: “هل أصبح الشوق إلى الوطن ترفًا؟”

ae1cb2f53ff1e378e1c954d1069dae8e
كتبه كتب في 29 يوليو، 2025 - 9:49 صباحًا

تشهد أسعار تذاكر الطيران من مدينة برشلونة الإسبانية إلى مدينة طنجة المغربية ارتفاعًا صاروخيًا، مع اقتراب موسم العطل الصيفية، حيث تجاوز سعر التذكرة في بعض الخطوط، وعلى رأسها “العربية للطيران”، حاجز 250 يورو للاتجاه الواحد، وهو ما أثار موجة غضب واستياء عارمة في صفوف الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.

ويعبّر آلاف المغاربة عن شعورهم بـ”الاستغلال الموسمي” لحنينهم نحو الوطن، معتبرين أن هذه الأسعار المبالغ فيها تمثل عبئًا ماليًا ثقيلًا، خصوصًا على الأسر الكبيرة، التي تضطر لدفع مبالغ باهظة فقط للتمكن من زيارة الأهل والأقارب في المغرب. فربّ أسرة من خمسة أفراد، مثلًا، قد يُجبر على دفع أكثر من 1200 يورو للتنقل فقط، دون احتساب مصاريف الإقامة أو التنقل الداخلي، وهو ما يحوّل رحلة العودة إلى الوطن إلى عبء مالي قد لا يُحتمل.

يقول أحد أفراد الجالية من برشلونة:

“من غير المعقول أن ندفع 250 يورو في رحلة لا تتجاوز الساعتين، بينما يمكننا السفر إلى دول أبعد في أوروبا بأقل من هذا السعر. نحن لسنا سياحًا… نحن أبناء هذا الوطن!”

ورغم تكرار هذه الشكاوى كل عام، تُتهم الجهات المعنية، سواء المغربية أو الإسبانية، بالتقاعس عن اتخاذ إجراءات حقيقية للحد من هذه المضاربات، أو على الأقل وضع تسعيرة خاصة لفائدة أبناء الجالية، الذين يُعتبرون ركيزة اقتصادية مهمة، عبر تحويلاتهم المالية التي تفوق 100 مليار درهم سنويًا.

وفي الوقت الذي تخصص فيه بعض الدول خطوطًا جوية بأسعار تفضيلية ومُدعّمة لفائدة جالياتها في المهجر، تُرك المهاجر المغربي ليواجه جشع شركات الطيران بمفرده، دون حماية مؤسسية أو تدخل حكومي واضح، رغم كثرة الخطابات التي تتحدث عن “ربط الجسور” و”تقوية العلاقة مع مغاربة العالم”.

ويحذر مراقبون من أن هذا الوضع، إذا استمر، قد يدفع الكثير من أفراد الجالية إلى العزوف عن زيارة وطنهم الأم، وهو ما ستكون له تبعات اجتماعية وإنسانية عميقة، تمس روابط الأسرة والانتماء.

ويبقى السؤال المطروح اليوم بشدة:
“هل يجب أن يتحول الشوق إلى الوطن إلى عبء اقتصادي؟ ومتى يُنصف المهاجر المغربي في حقه البسيط في العودة إلى بلده بكرامة؟”

مشاركة