صوت العدالة- عبد السلام اسريفي
في إطار فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان تيفلت الثقافي، الذي نظم في الفترة الممتدة ما بين 16 و20 يوليوز الجاري، شهدت مدينة تيفلت تنظيم معرض متنوع للصناعة التقليدية، شكّل فضاءً مفتوحًا لتثمين المنتوجات الحرفية المحلية والوطنية، وتسليط الضوء على المهارات والإبداعات اليدوية التي تزخر بها مختلف جهات المملكة.
وقد عرف المعرض مشاركة واسعة لعدد كبير من الحرفيين والحرفيات، قدموا من مناطق مختلفة، حاملين معهم تراثهم ومهاراتهم وفنونهم التقليدية التي تشكل جزءًا من الهوية الثقافية المغربية العريقة. وتنوعت المعروضات بين المنتوجات المجالية المحلية، والخياطة التقليدية، والصناعات الجلدية، والخزف، والأعشاب الطبية والعطرية، والنقش على الخشب والمعادن، مما جذب اهتمام الزوار من داخل المدينة وخارجها.
ولم يكن هذا الفضاء مجرد مكان للعرض فقط، بل تحول إلى منصة للتعريف بالمهن اليدوية، وتعزيز التبادل بين الحرفيين من جهة، وبينهم وبين الزبناء والمهتمين من جهة أخرى، ما ساهم في تشجيع التسويق المباشر للمنتوجات، وتحفيز دينامية اقتصادية محلية موازية لفعاليات المهرجان الثقافي.
وفي تصريح لبعض المشاركين، ثمّن عدد من الحرفيين هذه المبادرة، مؤكدين أن مشاركتهم في هذا المعرض تتيح لهم فرصا جديدة للتواصل والترويج، كما تفتح أمامهم آفاقا لتوسيع قاعدة الزبناء والمهتمين بمنتوجاتهم، خاصة في ظل التحديات التي يعرفها قطاع الصناعة التقليدية بفعل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية.
من جهته ، أكد مصطفى واكريم، عن اللجنة المنظمة، أن هذا المعرض يندرج في إطار الاستراتيجية الشاملة للمهرجان، التي تسعى إلى ربط الفعل الثقافي بالتنمية المحلية، وإعطاء بعد اقتصادي واحترافي للحدث، من خلال دعم القطاعات المنتجة ذات الحمولة التراثية والاقتصادية، وفي مقدمتها الصناعة التقليدية.
وقد شكل هذا النشاط، إلى جانب باقي فقرات المهرجان، رافعة لتعزيز الإشعاع الثقافي لمدينة تيفلت، ومناسبة لربط الماضي بالحاضر، وإحياء مهن تقليدية مهددة بالاندثار، في أفق دمجها في الدورة الاقتصادية الوطنية وتنميتها بما يضمن استمراريتها وتوريثها للأجيال القادمة.





