في أجواء احتفالية وتنموية متميزة، خلد إقليم بولمان اليوم الدولي للتعاونيات تحت شعار: «التعاونيات: تعزيز حلول شاملة ومستدامة من أجل عالم أفضل». اللقاء التواصلي الذي احتضنه المركز المتعدد التخصصات بالمدينة، جاء بمبادرة من اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية والجمعية الإقليمية لإنعاش مبادرات الشباب، وشهد حضور عامل الإقليم، والمنسق الجهوي لمؤسسة محمد الخامس للتضامن، والمندوب الجهوي لمكتب تنمية التعاون، إلى جانب رؤساء المصالح اللاممركزة المعنية، وممثلي التعاونيات النشيطة .
وقد تم افتتاح أشغال اللقاء بزيارة لمعرض مصغر للتعاونيات، أقيم بفضاء المركز، وشكل مناسبة للاطلاع على نماذج متنوعة من المنتجات المحلية والتعريف بمؤهلات التعاونيات في مختلف سلاسل الإنتاج، ما أتاح للزوار والمشاركين فرصة مباشرة لاكتشاف التنوع والجودة التي يزخر بها النسيج التعاوني بالإقليم.
حصيلة مشرفة لمحور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني
خلال الجلسة الرئيسية، تم تقديم حصيلة برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب – محور دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني”، الذي مكن من تمويل ومواكبة 36 تعاونية موزعة على 15 جماعة ترابية بإقليم بولمان، وبتكلفة إجمالية تجاوزت 8 ملايين درهم، لفائدة أزيد من 470 مستفيداً، ضمنهم نسبة هامة من النساء والشباب.
وتوزعت هذه التعاونيات على سلاسل القيمة الواعدة بالإقليم، أبرزها: تربية النحل، الأعشاب الطبية والعطرية، السياحة القروية، الصناعة التقليدية، والخدمات الفلاحية، في إطار مقاربة ترابية تهدف إلى تنشيط النسيج الإنتاجي وخلق فرص الشغل المحلية وتحفيز التشغيل الذاتي.
التزام جماعي بالتأهيل والتسويق
في كلمته بالمناسبة، أشاد عامل إقليم بولمان بالدينامية التي يشهدها القطاع التعاوني محليا، وبانخراط مختلف الشركاء في دعم هذا الورش التنموي، مؤكدا على أهمية تعزيز الجهود الجماعية لمواكبة التعاونيات وتأهيلها لتكون فاعلاًاقتصاديا قادرا على الاستجابة لتحديات السوق وتحقيق الاستدامة.
كما تم التأكيد على تجديد انخراط كافة المتدخلين في دعم التعاونيات، خصوصا في ما يتعلق بالحصول على رخص السلامة الصحية للمنتجات، وتأهيل آليات التغليف والتسويق والترويج، بما يعزز قدرتها على ولوج الأسواق الجهوية والوطنية والدولية، ويرفع من تنافسية المنتوج المحلي ويمكن من توسيع قنوات التوزيع.
تسويق المنتج المحلي عبر السياحة
مداخلات المشاركين أجمعت على توصية مركزية تدعو إلى دمج الأنشطة التعاونية ضمن العرض السياحي المحلي، من خلال إحداث فضاءات عرض وبيع داخل المآوي والمواقع السياحية، وربط المنتجات التعاونية بالموروث الثقافي والطبيعي للإقليم، بما يعزز جاذبيتها لدى الزوار، ويفتح آفاقا واعدة للتسويق والإشعاع الترابي.
زيارة ميدانية وتعزيز دور المركب الحرفي
واختتم اللقاء بزيارة ميدانية إلى مركب الصناعة التقليدية بمدينة بولمان، حيث تم الاطلاع على نماذج من منتجات التعاونيات، والتفاعل المباشر مع الفاعلين المحليين، في خطوة تروم تفعيل التوصيات ميدانيا، وتعزيز مكانة هذا الفضاء كمحور للتكوين، والتسويق، والدعم المهني.
كما أوصى الحضور بـضرورة خلق دينامية دائمة داخل فضاء المركب، وتفعيله ليصبح وجهة لاستقطاب السياح الداخليين والخارجيين، عبر برمجة معارض دورية وتنشيط ثقافي وتجاري مستمر، بما يعزز حضور المنتوج المحلي في الساحة الاقتصادية والسياحية، ويساهم في إشعاع التعاونيات كفاعل تنموي محوري بالإقليم.
