بقلم: هاني فتح الله
عاشت مدينتا مراكش ومكناس على وقع مأساة أليمة خلال عيد الأضحى المبارك، بعد تسجيل حالتي غرق مأساويتين راحت ضحيتهما أرواح شابة في صهاريج مائية مخصصة للري والترفيه.
ففي ضواحي مراكش، لقي ثلاثة شباب تتراوح أعمارهم بين 14 و24 سنة مصرعهم غرقًا داخل صهريج مائي بعدما توجهوا إليه للسباحة هربًا من حرارة الشمس، دون إدراك لخطورة المكان. تدخلت فرق الغطاسين والوقاية المدنية لانتشال جثث الضحايا، وسط أجواء من الحزن والأسى التي خيمت على أسرهم وساكنة المنطقة.
بالتزامن مع هذه الفاجعة، شهدت مدينة مكناس فاجعة مماثلة بعدما غرق شاب ثلاثيني في صهريج السواني التاريخي، رغم وجود سياج وقائي منخفض الارتفاع. الحادث استنفر السلطات المحلية والأمنية التي استعانت بغطاسين لانتشال الجثة، وسط تجمهر العشرات من المواطنين الذين لم يخفوا غضبهم من تكرار مثل هذه الحوادث.
هذه الفواجع سلطت الضوء من جديد على الخطر الذي تمثله الصهاريج المكشوفة والمرافق المائية غير المؤمنة، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة وقلة البدائل الترفيهية بأسعار مناسبة لساكنة الأحياء الشعبية.
وأمام هذا الوضع، وجهت فعاليات جمعوية وحقوقية نداءً عاجلًا إلى السلطات المحلية والمركزية بضرورة اتخاذ تدابير وقائية صارمة، تشمل:
• تسييج كل الصهاريج المكشوفة بسياجات عالية وآمنة،
• تركيب لافتات تحذيرية بارزة وواضحة بلغات متعددة،
• تعزيز الحراسة والمراقبة بالكاميرات، خصوصًا في المنشآت التاريخية،
• الإسراع في توفير مسابح عمومية بجودة محترمة وأسعار تناسب مختلف الفئات الاجتماعية،
• إطلاق حملات تحسيسية مستمرة بخطورة السباحة في أماكن غير مخصصة لذلك.
وتؤكد العديد من الأصوات أن حماية أرواح المواطنين، وخاصة فئة الشباب، مسؤولية جماعية تستدعي تحركًا فوريًا وحازمًا لمنع تكرار مثل هذه المآسي.

