وطلحة علي : باحث في العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس
في إطار يطبعه العمل الجاد والمسؤول، تسير المملكة المغربية بخطى ثابتة نحو إيجاد حل نهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، الأمر الذي تؤكده النجاحات المتتالية للدبلوماسية المغربية في الترويج لمبادرة الحكم الذاتي، هذه الأخيرة التي تعتبرها الأمم المتحدة، من خلال تقاريرها أو قرارات مجلس الأمن، ذات جدية ومصداقية وترمي إلى تسوية الملف.
في نفس السياق، توالى الترحيب بمبادرة الحكم الذاتي من طرف العديد من الدول على نفس الأساس الذي اعتبرته الأمم المتحدة، وهو ما سارت عليه المملكة المتحدة بتغيير موقفها الضبابي من القضية إلى موقف واضح وصريح، أكد فيه وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية من خلال مباحثاته مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج يوم الأحد فاتح يونيو 2025، أن المملكة المتحدة تعتبر أن مخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر مصداقية وقابلية للتطبيق وبراغماتية لحل دائم للنزاع.
إن التحول في الموقف البريطاني من النزاع في الصحراء، سيكون له تأُثير كبير على العلاقات بين الدولتين المغربية والبريطانية في سياق يعرف العديد من التحولات سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، وبخصوص الموقف يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
- موقف المملكة المتحدة يؤكد بالملموس الإجماع الدولي على جدية مبادرة الحكم الذاتي في إيجاد تسوية نهائية للنزاع المفتعل.
- موقع المملكة المتحدة على رأس دول الكومنولث، سيكون له دور كبير في الترويج لمبادرة الحكم الذاتي على نطاق أوسع.
- موقع المملكة المتحدة كأحد الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن الدولي، يمكن أن يؤدي إلى تعزيز حضور الملف بشكل أقوى في الأمم المتحدة، الأمر الذي سيساهم في الإسراع لحل الملف.
- الموقف الجديد سيساعد في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وذلك من خلال بناء شراكات استراتيجية متعددة الأبعاد، من خلال خلق بيئة للإستثمار المشترك بين البلدين.
خلاصة القول، فالتحول في موقف المملكة المتحدة ما هو سوى نتيجة إيجابية للدبلوماسية الرسمية للمملكة المغربية التي يقودها الملك محمد السادس، كما أنه يعزز الزخم الدولي المتصاعد لصالح مبادرة الحكم الذاتي، ويؤكد جدية ومصداقية هذه المبادرة لإيجاد تسوية نهائية للنزاع المفتعل في الصحراء المغربية.
