أيّها المسؤولون في القنيطرة:
هل تعلمون ماذا يجري فعلاً في الحي التجاري الخبازات؟
هل بلَغَكم صوت التجار الذين يموتون واقفين خلف محلاتهم، وقد تحوّلت أحلامهم في التنظيم والتطوير إلى كوابيس من العشوائية والخذلان؟
قبل رمضان، بشّرونا بحملة ترسيم المحلات وإزالة الأطناف العشوائية،فقلنا:
لعلها بداية الانفراج، وقلنا: إن السلطة انتبهت أخيراً لمعاناتنا، واستبشرنا خيرًا.
لكن ما لبث أن انقلب الحلم إلى كابوس.
ها نحن الآن، نُصارع شبح الإفلاس، لا لضعف فينا، بل لأن لوبي الفوضى أقوى من كل قرارات السلطة.
كل محل تجاري شرعي أصبح محاصَرًا بالباعة الجائلين، المحميين في الغالب بالصمت والتواطؤ، أو على الأقل… بالتغاضي.
نحن التجار، ندفع الضرائب، نصرّح بأنشطتنا، نلتزم بالقوانين، ونُطارد كاللصوص!
بينما البائع المتجول يفترش الطريق، ويحتل الأرصفة، ويُنصّب خيمته وكأنه صاحب الأرض… لا قانون يُطاله، ولا مسؤول يجرؤ على الاقتراب منه.
أين هي الجمالية التي تحدّثت عنها السلطات؟
أليس من المخجل أن تصبح محلات تجارية رسمية محجوبة بأغطية بالية وبلاستيكية تمزّق العين قبل أن تمزّق واجهة النشاط التجاري؟
أين هي الوعود التي قيلت على مسامعنا؟
أم أن كلام السلطة فقط للاستهلاك الإعلامي، بينما الواقع شيء آخر؟
إلى عامل إقليم القنيطرة: هل وصلك ما يحدث هنا؟ هل ترى حجم الدمار الذي حل بالحي التجاري؟ وهل يُرضيك أن تذهب يوميًا أرزاق عشرات العائلات إلى الجحيم تحت صمت المسؤولين؟ وهل تراك تعلم أن التاجر، أصبح يخاف أن يطالب بحقه، خشية بطش “بائع جائل” مدعوم أو محمي بصمت مرعب؟
نحن لا نحارب أحدًا، لكننا نطالب بالعدالة.
نطالب بتطبيق القانون على الجميع.
لا أن يكون التاجر الحلقة الأضعف في كل معادلة.
كيف يُعقل أن تأتي السلطة يوميًا فقط لتهددنا نحن، وتترك أولئك الذين يحتلون الملك العمومي، والطرقات، ومداخل محلاتنا، بكل وقاحة وطمأنينة؟
يا سادة، لقد أصبح التاجر في الخبازات “عدوًا في وطنه”،
يدفع الثمن مرتين: مرة حين يُهمل، ومرة حين يُعاقب.
إن لم تتحرّكوا، فالحي التجاري ذاهب إلى الخراب، والناس ستُغلق أبوابها، و”الإفلاس الجماعي” سيكون العنوان العريض.
نحن لا نطلب المستحيل… فقط نطلب العدالة، والإنصاف، والتنظيم الحقيقي، لا الاستعراضات الجوفاء.
أفيقوا، قبل أن تتحوّل القنيطرة إلى سوق عشوائي كبير، لا سلطة فيه إلا للفوضى.
توقيع: تاجر بئيس، مهدّد بالإفلاس، مكسور في وطنه.

