صوت العدالة : نورالدين عمار
تعتبر منطقة دكالة في المغرب من المناطق التي تميزت بتراثها الثقافي الغني والمتنوع، حيث تبرز بين تقاليدها العريقة رياضة الصيد بالصقور. تعد هذه الرياضة من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وتعكس جزءاً من الهوية الثقافية لمنطقة دكالة، خاصة في أوساط قبيلة القواسم.
يُعرف عن قبيلة القواسم في منطقة دكالة ارتباطها الوثيق بالصيد بالصقور، وهي رياضة تتميز بالمهارة والاحترافية. يعتبر الصيد بالصقور جزءاً من التراث الثقافي الذي يعتز به أبناء القبيلة، ويعكس التقاليد العريقة التي توارثوها عبر الأجيال. الصقور، كرمز للقوة والرشاقة، تُستخدم في هذه الرياضة التي تجمع بين الفن والرياضة والروحانية.
تزداد أهمية الصيد بالصقور في فترة موسم مولاي عبد الله امغار، الذي يعد أحد أبرز المهرجانات الدينية والثقافية في المغرب. يحتفل بهذا الموسم في منطقة دكالة، ويجذب الزوار من مختلف أنحاء البلاد، حيث يُنظم فيه العديد من الفعاليات التقليدية والاحتفالات التي تعكس غنى التراث المحلي.
في هذا الموسم، يُعتبر الصيد بالصقور جزءاً أساسياً من الاحتفالات، حيث يتنافس الصقارة في عرض مهاراتهم في الصيد والتدريب. يُعتبر هذا التنافس فرصة لتبادل الخبرات والمهارات، ولعرض الصقور المميزة في بيئة احتفالية تجمع بين الأصالة والحداثة. الصقور في هذا السياق ليست فقط وسيلة للصيد، بل تجسد أيضاً جزءاً من التراث الثقافي والاجتماعي للمنطقة.
الاهتمام بالصقور وتربيتها يتطلب مهارات خاصة ومعرفة دقيقة، ويعتبر الصيادون في قبيلة القواسم من بين الأكثر إلماماً بهذه الرياضة. تسعى هذه القبيلة إلى الحفاظ على تقاليدها وتعليم الأجيال الجديدة فنون الصيد بالصقور، مما يعزز الروابط الاجتماعية والثقافية داخل المجتمع.
بالمجمل، يعتبر الصيد بالصقور في منطقة دكالة، وخاصة لدى قبيلة القواسم، جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية المحلية، وعلاقته الوثيقة بموسم مولاي عبد الله امغار تعكس التكامل بين التقاليد الثقافية والاحتفالات الدينية. يمثل هذا التراث عمقاً ثقافياً وتاريخياً يساهم في تعزيز التنوع الثقافي في المغرب ويحافظ على استمرارية العادات والتقاليد التي تشكل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية.








