محمد منصف لمحورك.
ارتباك كبير، وسوء في التنظيم رافق انطلاق فعاليات النسخة 3 من “مهرجان التراث” الذي تشهده جماعة مكناسة الغربية المنظم من طرف جمعية المستقبل للتنمية والبيئة والتراث المحلي، وذلك على امتداد ثلاث ايام:2/3/4 غشت الجاري، تحت شعار “كن إيجابيا في إحياء التراث المادي ولامادي خدمة للتنمية المحلية”،
حيث ان ضخامة المصطلحات والكلمات التي جاء بها شعار الدورة كا: الايجابية، التراث الامادي، التنمية، وغيرها من المصطلحات الرنانة، التي يتغنى بها في جميع المواسيم والمهرجانات، سرعان ما تهاوت امام التنظيم المخجل، وعدم احترافية المشرفين على المهرجان أظهر بجلاء انهم بعيدون عن الهدف الأساسي ولا تربطهم أية صلة بالفن والثقافة، بل لهم نوايا غير معلنة، إما لأغراض سياسية أو تجارية محضة، أطلقت عليه رصاصة الرحمة قبل البناء.
إلا أن النقطة التي افاضت الكأس، والتي أثارت الحيرة والإندهاش لدى زوار المهرجان والمتتبعين للشأن المحلي والإقليمي تجلت في مسألة قل نظيرها استغلها القائمون عن تنظيم هذا المهرجان للبحث عن مداخل رغم مخالفاتها للقوانين.
والمتمثلة في فرض مبلغ 5000 درهم، على كل جمعية مهتمة بالتبوريدة التقليدية للمشاركة وتأثيث المشهد الثقافي والفني.
كما تم فرض مبلغ عشرون درهما عند ولوج اي زائر الى الخيمة للجلوس على كرسي مقابل وصل مؤشر عليه من طرف رئيس الجمعية و امين مالها بشكل لم يراعى فيه شعار الدورة، ولا القوانين المنظمة لكراء الملك الجماعي، ولاقانون الجمعيات، وهو السلوك الذي لم تستسغه الساكنة والزوار الوافدين وهو ما يطرح أكثر من تساؤل :
أليست هذه مخالفة في حق قانون الجبايات المحلية، وقانون الجمعيات؟!!!! وهل الجماعة رخصت للجمعية استغلال الملك الجماعي بشكل مجاني، او في إطار صفقة كراء من اجل الاحتلال المؤقت للملك العمومي؟ وهل مردودية هذه الكعكة استفادت منها الجماعة أو الجمعية؟
أسئلة تبقى معلقة ينتظر من القائمين على تسيير الشأن المحلي بجماعة مكناسة الغربية الإجابة عنها وإعطاء حقائق ثابتة للراي العام.
هذا وقد خلف هذا التصرف استياء الزوار، متسائلين هل بهذه الطريقة يمكن ان نسوق للتراث المحلي، ونجعله قادرا على المساهمة في التعريف بالموروث الثقافي و الفني للمنطقة؟ ألم يكن من المنتظر أن تشهد هذه الدورة احتفالاً يليق بمكانة القبيلة و اللاقليم.
فضلا على ذلك فقد عرف المهرجان غياب كل من السلطات الإقليمية ورئيسة الجماعة و اعضاء المجلس، وكذا البرلمانيون و منتخبي المجلس الاقليمي و الجهوي، الشيئ الذي ارخى بضلاله على هذه النسخة الباهتة، والمخيبة للآمال، والمثقلة بسوء التسيير والارتجالية، حيث تحول هذا الحدث التراثي و الثقافي من رمز للرأسمال اللامادي ومن مناسبة لإبراز التراث الفني والحضاري والتسويق له، الى مهرجان بالأداء، في مشهد يكرس الإحساس بالحكرة و التمييز الطبقي، وأصبح مثالا حيا على كيف يمكن للقرارات الخاطئة أن تفسد أجمل التظاهرات وتحولها إلى مجرد ذكرى سيئة في الذاكرة المحلية والاقليمية.
هذا وقد أضحى هذا المهرجان وأمام هذه الإرتجالية في وضع يواجه به المجهول، مما يرجح الرأي القائل أن دورة هذه السنة هي بمثابة آخر مسمار يدق في نعش المهرجان .

