صوت العدالة : خولاني عبد القادر.
يتم استقبال عيد الأضحى هذه السنة، في ظرفية استثنائية غير مألوفة فرضتها إجراءات ندرة المياه، حيث بدأ المشهد مختلفاً نسبيا عما كان عليه في السنة الماضية.
والعيد مناسبة ومحطة دينية أساسية في حياة المسلمين تستلزم من جهة التكافل الذي يدخل ضمن قيام وثقافة المغاربة والمسلمين بصفة عامة، كما أنه مناسبة قيمة للتقرب من الله وليس للتباهي، ومن جهة أخرى، تلزم المسؤولين التدبير لهذه المناسبة بإحكام وتبصر ليمر العيد في طقوس عادية وفي أحسن الظروف.
كما ينتعش في العيد مدخول الفلاح الذي تابر لشهور عديدة وشاقة لعرض أغنامه في السوق إلى جانب الكسابة من مختلف أقاليم المملكة في منافسة غالبا ما تكون غير متكافئة …
لقد بدأ بالفعل العد العكسي لاحتفال بيوم عيد الأضحى في ظل اهتمام كبير للمواطنين بشكل أساسي بأثمنة الأضحية، الشيء الذي أصبح هاجس مقلق وحديث المجالس والموائد المستديرة، داخل المنازل والمقاهي، لاسيما في الأوساط الشعبية، حيث بدأت تطرح العديد من الأسئلة حول أثمنة العيد وتابعاته تزامنا مع ما خلفته الأسعار الملتهبة للمحروقات من ركود اقتصادي وتجاري…
وفي هذا الصدد رصدت جريدة صوت العدالة أثناء جولتها الميدانية لأحد أهم الأسواق الأسبوعية الذي هو سوق أنجرة ضواحي تطوان، ومن خلال اجتذاب أطراف الحديث مع بعض المواطنات والموطنين من مختلف شرائح المجتمع، الوافدين على مكان بيع المواشي داخل السوق، كان جوابهم عفويا بقولهم (العرض موجود والطلب شبه منعدم، سوق الأغنام يغلي بارتفاع الأسعار) .
فرغم وفرة الأغنام واختلاف نوعية الأضحية وجودتها ووزنها التي يطمح المواطن اقتنائها، حيث وجدنا أن ثمن الخروف يتراوح بين 1500 درهم و7000 درهم، الشيء الذي يفوق قدرة ذوي الدخل المحدود وهم كثر، زد على ذلك المصاريف وتابعات العيد.
فأمام ضعف المراقبة والتتبع و عدم فرض ضوابط محددة للأثمنة تحفظ دخل الفلاح الذي يعاني من غلاء الأعلاف في ظل دعم مادي هزيل لمربي الماشية من الفلاحين الصغار، أضف إلى ذلك جيب المستهلك المنهك أصلا بفعل الزيادات المتتالية في المواد الأساسية خاصة منهم ذوي الدخل المحدود …
وكان لتأخر تساقط الأمطار في المغرب وتزايد أسعار المحروقات آثاره الكبير على الارتفاعات المتتالية للمواد الأساسية وانعكاسها كذلك على أسعار المواشي.
علما أن تأخر تساقط الأمطار في المغرب وتزايد أسعار المحروقات وآثاره على الارتفاعات المتتالية لأسعار، خلف ركودا اقتصاديا كبيرا وخلق ازمة حتى على مستوى الادخار.
بينما تعرف بعض أنواع أكباش خاصة منهم “الصردي” ارتفاعا كبيرا في الأثمنة، وهو الارتفاع الذي عادة ما يأخر اقتناء الأغنام من طرف المواطنين في انتظار تدخل السلطة لرفع العرض، وهو ما يطرح إمكانية ارتفاع أو انخفاض الأثمنة إذا لم تعمل الجهات المعنية على جلب المزيد من الأغنام للمواطنين وفق استطاعتهم وبأثمنة معقول، في حين البعض يرفض اقتناء الأضحية المستوردة من الضفة الأخرى …
كما يتوجه البعض إلى شراء أضحية العيد مباشرة من أصحاب الأغنام في قراهم، على أن تبقى في عين المكان إلى حلول العيد، فضلا عن جودة الأضحية وعدم تعريض جيوبهم للزيادة في الأسعار التي يقوم بها الوسطاء …
ويصاحب العيد انتعاش بعض المهن الموسمية، من قبيل / بيع علف الأغنام وسط الأحياء السكنية، عرض بعض السلع مثل / الثبن، العلف، السكاكين، الشوايات، الأواني الفخارية (النافخ) وبيع التوابل التي تدخل في إعداد أكلات محلية تقليدية لا تستغني عنها الساكنة، كما تنتعش مهنة سائقي العربات والدراجات النارية، التي تنقل الأكباش، فضلا على أن الجماعات تستخلص قدر محدد يومي عن كل كبش دخل إلى السوق، وهذا ما يعزز ميزانية الجماعات الحضرية …

