صوت العدالة: عبد القادر خولاني
في شهر رمضان الفضيل، عادة ما يتم الاستعداد القبلي له من طرف السلطات العمومية، بكل مدن عمالة المضيق الفنيدق ، لتحديد الإجراءات والتدابير المتخذة وتقييمها ، لاستقبال شهر رمضان ، حيث يتم إشراك المعنيين بالأمر ، في كل القضايا المرتبطة برمضان، و استحضار ما تم انجازه من أشغال التهيئة لهذا الشهر الفضيل ، وما ينبغي تداركه خلال أيام الشهر الفضيل، لضمان مروره في أجواء دينية وروحانية مفعمة بالإيمان والتوبة ، وذلك تنفيذا لتعليمات السيد ياسين جاري عامل صاحب الجلالة على عمالة المضيق الفنيدق ، حيث تعقد اجتماعات موسعة على مستوى مدن العمالة ، يحضرها رجال السلطة، و ممثلو المصالح الأمنية، و القوات المساعدة، و المنتخبون و ممثلي المصالح المتدخلة ، من أجل التداول في كل ما يهم الشهر الفضيل … لطمأنت المواطنين و تأكيدهم ما جاء على لسان الناطق الرسمي للحكومة ، بشأن الحرص على جودة المواد و مراقبة الأسعار خلال شهر رمضان ، الذي يشهد انتعاش كبير للأسواق والمحلات التجارية و يكثر عليها العرض والطلب ، كما يشهد الشهر حركة غير اعتيادية ، و رواج كبير في مختلف المواد المرتبطة بشهر رمضان، خاصة منها ورقة البسطيلة التي يكثر الطلب عليها ، الأسماك ، التمور ، الدجاج و البيض، و اللحوم الحمراء ، هذه المواد الحيوية تعرف رواجا غير طبيعيا في ظل توافد أفواج المستهلكين إلى الأسواق خلال الشهر المبارك لاقتنائها ، كما يعج الشارع العام بالتجارة المقنعة لتغطية الخصاص و توفير و تقريب بعض المواد الموسمية من المستهلك، فضلا عن انتعاش تجارة الحلويات و الحليب و الفواكه التي هي مواد لا غنى عنها إلى جانب التمور في موائد المغاربة في رمضان ، لما لها من فوائد صحية بفعل قدرتهم على تغذية الجسم ووقايته من الجوع والعطش مما يضمن صحة جيدة و صياما مثاليا، كما يكون شهر رمضان مصدر إضافي للدخل و للعاطلين عن العمل ، فيما تشكل للبعض الآخر بديلا عن مهنهم الشاقة أو التي تتوقف في هذا الشهر المبارك لأسباب متعددة….
وفي عملية استطلاع، وقفنا على بعض الحالات التي تعكس الوضعية التجارية بالإقليم خلال شهر رمضان، حيث يلاحظ وفرة كبيرة في المعروض وهناك إقبال ورواج كبيرين للتجارة خلال شهر رمضان، كما أن عدد من جمعيات المجتمع المدني يعملون على مساعدة العائلات الفقيرة في محنتهم خلال هذا الشهر الكريم بتنسيق مع السلطات العمومية، والملاحظ أن الكل يجد ضالته في السوق، أما فيما يتعلق بالأثمنة فهي لم ترتفع كثيرا مقارنة بالأيام الأخرى.
والملاحظ تزايد أعداد الباعة المتجولون حيث يجدون ضالتهم في هذه المناسبة وفرصة لتحسين دخلهم بفعل انتعاش التجارة بصفة عامة و التجارة الإلكترونية بصفة خاصة ، حيث تتم عملية بيع وشراء السلع والخدمات من خلال الإنترنت عبر أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ، بشكل سريع ليس فقط بعمالة المضيق الفنيدق بل على مستوى الجهة ، أو بالأحرى منتشرة بكل مدن و أقاليم المملكة، حيث تمكن المُستهلكين من شراء ما يحتاجونه بسهولة وراحة ، فضلا عن تقديم العديد من الخيارات للاختيار فيما بينها ، كما تُسهل على المستهلكين الوصول إلى احتياجاتهم بسرعة وبسهولة فهي موجودة في أي وقت وزمان ، فضلا عن أن هذه التجارة تزيد في شهر رمضان و يتفاعل المغاربة معها ، ليس فقط خلال هذا شهر المبارك بل على طول العام، التي ازدهرت في ظل حالة الطوارئ الصحية، بعد أن اضطر العديد من التجار بفعل الركود الاقتصادي إلى استعمال مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لتجارتهم وبأثمنة تفضيلية …
ليظل شهر رمضان ، شهر مميز بين المغاربة و كاف الشعوب الإسلامية و يُعد من الأشهر المُباركة للمُسلمين فهو شهر العبادة، و يقوم المُسلمين فيه على قضاء الكثير من الوقت في الصلاة ساء بالمساجد أو مع عائلاتهم و أصدقائهم خاصة أثناء الليل ، كما تنطلق فيه عملية توزيع قفة رمضان، لفائدة الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والفئات الهشة وذات الدخل المحدود قصد تكريس التآزر والتضامن بين المجتمع المغربي خلال الشهر الكريم ، هذه العملية سخرت لها مختلف السلطات المحلية و الإقليمية بعمالة المضيق الفنيدق ، كل ما يلزم من الوسائل اللوجيستيكية الضرورية، حيث تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة، وذلك لضمان وصول هذه المساعدات الغذائية في أجواء طبيعية عبر لجان إقليمية أنشئت لهذا الغرض، و بالموازاة مع كل ما سبق تتم الدعوة لمواصلة عمل اللجان المحلية لتتبع ومراقبة التموين ووفرة المواد الغذائية الأكثر استهلاكا على مستوى الأسواق ونقط البيع التابعة لنفوذ العمالة ، ومراقبة الجودة والأثمان ومحاربة الغش والاحتكار في إطار احترام المقتضيات القانونية المتعلقة بحرية الأسعار والمنافسة حفاظا على الصحة العامة وعلى القدرة الشرائية للمواطنين.





