عبدالقادر خولاني
تتساءل ساكنة مرتيل التابعة لعمالة المضيق الفنيدق باستغراب شديد عن الأسباب و الدواعي الحقيقية لتأخر فتح مستشفى النهار بالمدينة ، التي مازالت إجراءات فتحه حبيسة المجهول ، رغم انطلاق أشغاله ابتدأ سنة 2017 ، و شرع أطر الطبية خاصة منهم الممرضين في الالتحاق به مند سنة 2018 ، ليتم تكليفهم للعمل بمستشفيات الفنيدق و المضيق ، إضافة إلى أنه لم يتم تعيين لحد الآن الأطباء العموميين و باقي التخصصات… علما أن المستشفى النهاري هذا سيتوفر على مركز للاستشارات الطبية المتخصصة، وسيكون مجهز بأحدث الوسائل و الأجهزة والمعدات الطبية، تهم تخصصات طب القلب ، العيون ،الجهاز الهضمي ، الأذن والأنف والحنجرة ،و الجهاز التنفسي و طب الجلد و طب الأطفال والترويض الطبي، والطب الباطني ، كما سيوفر المستشفى خدمات أخرى تهم قسم المستعجلات وأمراض النساء والولادة والفحص بالأشعة ومختبر طبي وصيدلية من أجل إنصاف الساكنة ، في حين تأخر فتح المستشفى أثار استياء و حفيظة الساكنة التي كانت تعاني في صمت ، و دفعها بمطالبة تسريع إتمام ما تبقى من مرافق المستشفى باعتباره سيكون رافعة أساسية للنهوض بالأوضاع الصحية لساكنة مرتيل و تمكينها من الولوج إلى مختلف الخدمات الاستشفائية دون عناء ، خصوصا أن هذا المستشفى المتعدد التخصصات سيكون قادر على استيعاب الأعداد الكبيرة الوافدة عليه من المدينة و خارجها ، وقد شيد على مساحة إجمالية تقدر بنحو 6,2 هكتار وبكلفة مالية تبلغ نحو 40 مليون درهم… هذا التماطل في فتح المستشفى الجديد بحي الأغراس بمرتيل ، دفع ببرلماني المنطقة السيد محمد العربي المرابط ، إلى طرح سؤال كتابي على وزير الصحة و الحماية الاجتماعية الذي حصلت(العلم) على نسخة منه ، مطالبا فيه وزير الصحة خالد آيت الطالب ، بالإسراع بفتح تحقيق في أسباب تأخر استكمال النهائي لورش “مستشفى النهار “بمرتيل ، الحالة الشاذة التي تتطلب توضيحات ضرورية من قبل الجهات المعنية بالتدخل إقليميا و وطنيا ، وفي هذا الإطار قد قام عامل عمالة المضيق الفنيدق السيد ياسين ، مرفوقا بالمندوب الاقليمي لوزارة الصحة حميد المصمودي، ورئيس الجماعة الترابية لمرتيل مراد امنيول، وبحضور النائب البرلماني الذي هو النائب الأول لرئيس الجماعة الترابية لمرتيل ، إلى جانب المسؤولين المكلفين بالأشغال، بزيارة تفقدية ميدانية لورش بناء المستشفى النهاري بمرتيل، للكشف حيثيات التأخير والعمل على تجاوز الإكراهات و التعثرات المطروحة، و الوقوف على مدى تقدم الإشغال ورش بناء المستشفى الذي شيد على مساحة إجمالية تقدر بنحو 6,2 هكتار وبكلفة مالية تبلغ نحو 40 مليون درهم، و الملاحظ أن الأشغال الكبرى بمختلف أجنحة المستشفى مكتملة بنسبة تفوق 90 في المائة ، و ما تبقى هو التجهيز و إنهاء بعض الأشغال الثانوية…، و لهذا كله فإن الجهات المعنية مطالبة بالتدخل العاجل و الفاعل لمعرفة الأسباب الحقيقية التي ترتبط بتأخر فتح “المستشفى النهار” بمرتيل ، والإجراءات التي سيتم تنزيلها لتدارك سبب التأخر، حيث كان من المفترض أن يتم افتتاحه نهاية سنة 2021 ، من شأن اشتغاله يستجيب لفئة عريضة من ساكنة مرتيل و معهم حوالي مليون ونصف سائح خلال فصل الصيف ، و سيؤدي إلى تخفيف الضغط الذي تعيشه أقسام المستشفى محمد السادس بالمضيق و المستشفى الإقليمي سانية الرمل بتطوان ، والخصاص الكبير التي تعرفه هذه المستشفيات على مستوى التجهيزات و الموارد البشرية، و لتدارك النقص الحاصل في مجموعة من التخصصات، واضطرار الساكنة لتحمل عناء التنقل إلى مستشفيات خارج المدينة أو التوجه نحو القطاع الخاص ، مع ما يشكله ذلك من أعباء مالية إضافية و نفسية ، الأمر الذي يتطلب إنصاف الساكنة بشكل عاجل ، علما أن واقع الصحة بالعمالة في حاجة ماسة إلى دفعة قوية في سبيل تعميم ونشر التغطية الصحية خاصة في الوسط القروي ، و توفير الظروف المساعدة على اكتساب الإنسان لها ، و هذا لن يتم إلا بإعطاء الموارد البشرية الأهمية الكبرى والتفكير في الأطر شبه الطبية وتوفير العلاجات الأساسية و المعدات الطبية و البيو طبية ومعهم سيارات الإسعاف وتوسيع و تجهيز المستوصفات الصحية بالأحياء السكنية…
