الرئيسية أحداث المجتمع تاوريرت… الذكرى العاشرة بعد المئة (110سنة ) لمعركة حنون .

تاوريرت… الذكرى العاشرة بعد المئة (110سنة ) لمعركة حنون .

IMG 20210515 WA0058
كتبه كتب في 15 مايو، 2021 - 6:43 مساءً

صوت العدالة- متابعة

في مثل هذا اليوم سجل إسم قرية علوانة الشامخة و المقاومة الصامدة في التاريخ الذي نفتخر و نعتز به نحن كأبناء المنطقة  وهو يوم 15 ماي 1911 .
فتحية إلى كل أبائنا و أجدادنا المقاومين الذين لقنو للمستعمر الفرنسي درسا لاينسى أثناء دخولهم لتراب دوار علوانة و بالضبط بين جبلي “حنون” و” لمقاتلة ” التي دارت فيها أحداث المعركة التاريخية الخالدة ، فالبرغم من إستعمال الساكنة المحلية المجاهدة أسحلة بسيطة وتقليدية جدا ، إلا أن الشجاعة و العزيمة دفعت أجدادنا الأحرار إلى المقاومة و التصدي للمستعمر الفرنسي ، حيث كان يتراوح أعداد جنود هذا المستعمر ما بين 60 و 80 جنديا حسب بعض المقالات والجرائد الفرنسية ، وبالرغم من هذا العدد الكبير مقارنتا مع سكان علوانة آنذاك ، فقد إستطاع شجعان القبيلة الأحرار أن يسقطوا أزيد من 27 جنديا فرنسيا من جنسيات مختلفة ، فأول قتيل في صفوف الفرنسيين هو القبطان لابورديت و ذلك على يد المقاوم العلواني الشهير عبد الرحمان بالخدير الذي كان قد أطلق أول رصاصة في المعركة .
فدراية أبناء القبيلة بتضاريس وجبال المنطقة الشديدة الوعورة ،كما أن تاريخ  15 ماي تزامن مع ضباب كثيف غطى جميع جبال المنطقة حيث  يمكن إعتبار هاذين  العاملين من العوامل التي  ساعدت على الإنتصار في المعركة ، بالإضافة إلى الشجاعة التي كان يتميز بها أجدادنا في تلك المرحلة و التي مازالت تتميز بها المنطقة  إلى حد الآن كصفة وراثية  ، و قد إستمرت عملية نقل القتلى إلى مدينة دبدو إلى اليوم الموالي ( 16 ماي ) ، في حين ثم نقل الجرحى و الذي بلغ عددهم سبعة إلى المستشفى العسكري بمستكمر نواحي العيون الشرقية  .
وبعد مرور أسبوع من اليوم الأول للمعركة أي 23 ماي 1911 تم إرسال إلى هذه القرية الجهادية عدد كبير جدا من الجنود مجهزين بأسلحة جد متطورة كالمدافع و الذبابات ( نتوفر على مجموعة من الصور تبين تلك الأسلحة ) و ثم نصبها في أعلى قمة تطل على قصر علوانة 1691 متر ” جبل ليلز ” وتم قصف الدوار و تدميره و خراب جميع المنازل ، وبعد هذا الحدث الأليم وهو سقوط المنازل و دمار الممتلكات ثم إستشهاذ أحد الضيوف الذي كان آنذاك بمنزل المرحوم العراش ثم بعض الجرحى في صفوف عائلة العشاب التي كانت متواجدة بالمنزل ،حيث تمت مأزرت علوانة من طرف بني ريس بقيادة المقاوم محمد بن إبراهيم رحمه الله لتصبح المعركة مشتركة مابين علوانة و بني ريس ضد الخصم و هو المستعمر الفرنسي .
فالتراب الذي دارت فيه أحداث المقاومة 15 ماي و 23 ماي هو حوض علوانة و ذلك بين كل من جبل “لمقاتلة ” و جبل ” حنون ” و جبل ” ليلز ” و قصر علوانة الذي تم تدميره يوم 23 ماي 1911 و الذليل على ذلك هو وجود بعض بقايا  القرطاس في بداية السبعينيات في أحد المنازل أثناء تجديدها وترميمها وكذا العثور على مخلفات القرطاس مؤخرا بجبال علوانة من طرف بعض الرعاة.
فمباشرة بعد إنتهاء هذه الأحداث ثم إعتقال البطلين المقاومين الأخوين  أمحمد و محمد بن يزو عبر خطة،  وبتحلاف مع بعض الأشخاص لا أريد ذكر أصلهم أو المكان الذي ينتسبون إليه إحتراما لمشاعر أبنائهم ، وتمت محاكمتهم بمدينة دبدو وسط جموع غفيرة من أهل دبدو !!!  و الفرنسيين بتهمة حرق القبطان لابورديت ، ليتم نقلهم إلى السجن بمدينة تاوريرت حيث قضو مدة ثلاثة أو أربعة أشهر من الإعتقال  حسب بعض الروايات الشفوية ، وبعد هذه المدة فرو من السجن بعد أن قاموا بثقب حائط السجن بواسطة  أعمدة صغيرة كانوا يستعملونها في اللعب وهي  لعبة محلية تدعى ” السيك ” و توجهوا نحو الجبل الشامخ المطل على مدينة تاوريرت جبل 44 والي و بعد ذلك إلى قبائل بني بونصر نواحي مدينة  جرسيف وقضو مدة طويلة جدا  بذلك المكان لدرجة أنه إلى حد الآن هناك علاقات بين بعض العائلات ببني بونصر و عائلة بن يزو و في الأخير تدخل الشرفاء اليعقوبين أهل آرشيدة للصلح بين قبيلة علوانة و المستعمر  الفرنسي و ثم رجوع الأخوين إلى بلدتهم وهي علوانة و إستمرت الحياه بشكل عادي  .
وفي الأخير أود الترحم على كل الأبطال الأحرار الذين رسخوا إسم علوانة و بني ريس في تاريخ المقاومة ،كما أتقدم بجزيل الشكر إلى السيد محمد قدوح و لد العراش على مذه لنا  ببعض المعلومات حول المعركة وإلى كل المهتمين بتاريخ  البلدة.
 كما  أرحب بجميع التساؤلات و الإستفسارات حول هذه المعركة الخالدة
*بقلم #إسماعيل الصادقي .
طالب بماستر الجيوماتية وتدبير التراب
شعبة الجغرافيا وجدة

مشاركة