بقلم : محمد بنعبد الله
تعتبر الفيضانات من الكوارث الطبيعية الأكثر شيوعا في البلاد . و هي تجمع لكميات هائلة من أمطار الخير المتهاطلة في نقطة ما تتحرك بسرعة كبيرة و يمكنها دحرجة الصخور و الأحجار و إقلاع الأشجار و تدمير المباني و الجسور. و تغمر مساحات شاسعة من الأرض و ينجم عن ذلك أضرارا مادية و بشرية في كثير من الأحيان و تبقى الحصيلة مرشحة للارتفاع .
لقد عرفت بلادنا في الآونة الأخيرة عدة فيضانات نجمت عن بعضها خسائر في الأرواح و الممتلكات . كما أنها زادت من معدلات هجرة السكان من المناطق المنكوبة إلى مناطق أكثر أمنا و سلام .
و في هذا السياق فان فاجعة فيضانات واد دمشان جماعة الخنك إقليم الرشيدية التي حذرت منها مصالح الأرصاد الجوية الوطنية على اعتبار أن المنطقة ستعرف هطول أمطار رعدية غزيرة . و من المعلوم أن واد دمشان الذي يبعد عن مدينة الرشيدية بحوالي 16 كلم يعرف حالات مماثلة و متكررة و لم يؤخذ في الحسبان على الرغم من خطورته . فكان من المفروض التنبؤ بذلك و تامين المسافرين في عبور قنطرة واد دمشان الجارف و تتخذ إجراءات احترازية للحيلولة دون وقوع ما وقع . و ذلك بمنع السائقين من عبور الوادي إلى حين يتم الانفراج و يصبح العبور متاحا . و لكي لا يترك الفراغ لمثل سائق حافلة الموت رحمة الله عليه الغير الآبه الذي فقد السيطرة و التحكم في قيادتها بفعل قوة اندفاع المياه الجارفة للحافلة بعدما تهور في العبور دون أن يجد من يمنعه عن المخاطرة ب 51 مسافر حيث نجمت عن مغامرته انقلاب الحافلة و من عليها وسط الوادي فكانت الحصيلة مصرع 14 أشخاص من ركابها في ما تم انقاد 27 شخص كحصيلة أولية و تبقى كافية لإظهار عدم نجاعة الجهات المعنية بأمن و سلامة المواطنين . التي لم تسجل حضورها إلا بعد الفاجعة المؤلمة .
فعلى من تقع إذن مسؤولية مصرع 14 شخص كحصيلة أولية بعد السائق ؟ فأين نحن يا وزير الداخلية من الذين وكلت لهم الإجراءات الاستباقية لأمن المواطنين و سلامتهم الذين هم في سبات عميق قبل الحادث و بعد وقوعه غير مبالين بأرواح المواطنين الأبرياء ؟