الرئيسية أحداث المجتمع السبت الأسود بتيفلت…سكان المدينة يودعون ضحايا الخبز …بشرى ووفاء إلى دار البقاء

السبت الأسود بتيفلت…سكان المدينة يودعون ضحايا الخبز …بشرى ووفاء إلى دار البقاء

IMG 20210403 WA0024.jpg
كتبه كتب في 3 أبريل، 2021 - 9:39 مساءً

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

ودعت ساكنة تيفلت عشية اليوم بحسرة كبيرة،ضاحيتان كانتا متجهتان الى جانب أخريات للعمل في حقول الزهر بدار بلعامري،حيث لقيتا حتفهما إثر انقلاب الحافلة التي كانت تقلهن جميعا بمدخل القتيطرة،حيث خلف الحادث المأساوي وفاة بشرى .ر ووفاء .ر وجرح 30 أخريات ،7منهن في حالة خطيرة.

الحادث المأساوي،الذي خلف من وراءه بالإضافة إلى أطفال وأسر ستعاني الفراق وقساوة الحياة،ترك جرحا غائرا في نفوس كل الاسر التي تقطن بحي الرشاد والمدينة من معارف الضحيتان،حيث يتحدث الجميع عن الخبز الذي يرغم أم على ترك أربعة من أبنائها وزوج للعمل في حقول الزهر ،وأخريات كثر يضطرن كل فجر مغادرة بيوتهن وأبنائهن لربح حياتهن وتوفير لقمة العيش.

فالخبز ،أو المعيش اليومي،كان وسيظل سببا في فقداننا للكثير من أعزائنا ،أمهات وشابات في مقتبل العمر،بسبب الفقر والعوز،يضطرن للعمل بعيدا عن مكان السكن،في رحلة قد تكون الأخيرة ،عبر حافلات هرمة،وفي ظروف تفتقد لأبسط شروط السلامة والصحة.

هل سنودع كل مرة بشرى ووفاء وحليمة وأخريات،ونذرف الدموع ،في انتظار ضحايا أخريات،أرغمهن الخبز لركوب حافلات الموت او عربات الموت،ماذا سيقول الزوج لأبناءه لما يسالونه عن سبب رحيل أمهم،هل سيقول لهم ان القدر خطفها في غفلة منه ؟هل سيقول لهم أن الوفاة ما كانت لتكون لولا خطأ ما؟ هل يتقبل هو الأمر ،ويلعب دوره الجديد في غياب الام…هي أسئلة كثيرة،من ورائها دائما قطعة خبز،تجعلنا عادة نتقبل المستحيل ونقبل به كواقع لابد من التعايش معه.

على كل،رحلت بشرى ورحلت معها وفاء،ورحلت قبلها السعدية وخديجة وأخريات،ولن تكون هناك نهاية ما دمنا مضطرين للبحث عن قطعة خبز خارج الديار،في غياب شروط ما ،تضمن لنا على الاقل حياتنا على الطرقات،وهذا يبقى واجب الدولة اتجاه مواطنيها،عبر حملة وطنية تستهدف وسائل النقل التي تنعدم فيها أحيانا كل شروط السلامة، حافلات هرمت ولم تعد قادرة على حماية حياة ركابها،بل ،تحولت الى آلة قتل ،خاصة في الطرق الوعرة.

فوداعا بشرى ووداعا وفاء شهيدتا الخبز،والشفاء العاجل لل 37 أخريات ،ضحايا الطريق الملعونة،وسيبقى دائما السبت اسودا ،لأنه حول المدينة الى ميتم كبير،يبكي فراق بشرى ووفاء.

مشاركة