الرئيسية أحداث المجتمع النقيب ابراهيم صادوق يرثي زميله المرحوم عبد الرحمن كاسم……

النقيب ابراهيم صادوق يرثي زميله المرحوم عبد الرحمن كاسم……

IMG 20201128 WA0032.jpg
كتبه كتب في 28 نوفمبر، 2020 - 3:53 مساءً

يوسف العيصامي: صوت العدالة

 
كيف أرثيك يا زميلي وبماذا؟ أرثيك بدمعٍ في المحاجر قد تحجّر؟  أم بآهاتٍ تكلست في الحناجر؟ أم يا ترى أرثيك بترابٍ أهيله على جُثمانك الطاهر؟ تواريت عن الورى تحت الثرى، و ها الزوايا تناديك، وتناديك البلاد.  أعرف أنك لم تعد تسمعنا. لكن للبوح بعض  الصدى الذي يتردد في الخاطر. هول الصدمة مزّق جدران صمتي، فتفثق قلمي عن بضعة أحرف نازفة بدموع حرى، تنوح ببكاءك اليوم وتجاهر.لم يعد للأماكن طعمٌ، والنوم جفا المآقي.  جميع الأشياء فقدت قيمتها، بل إن المعاني ما عادت الدفاتر ترغب في احتضانها…
أراك في جميع الوجوه..أراك ترقبنا. وأرى الوجوه فيك تنعي حزننا. أحس وجودك قربي..! كعادتك متضامنا معي و على أهبة الاستعداد لرفاقتي في مجلس الهيئة الذي نطمح أن يكون في مستوى راهن المرحلة التاريخية ومستقبلها.

ومهما قلت عنك صديقي، فلن أكاد أحصي فيك المآثر. يتيه الصوت صمتاً في الحنجرة  وتنطمس الأحرف وتضيع. تتوارى الدموع خجلا خلف نظاراتي، وتنكسر أهات الحزن فوق جدران القلب و في شغافه. وما لها بعد الله يا صديقي من جابر.

لن يعود لون الحياة كما كان مزهرا.  والظلام يغشى أنوار النهار.   والحزن أطبق عليَّ ألف جدار وجدار.  لم يعد للمسافات باحات استراحة تحتضن شوق المسافر. ومع ذلك يا صديقي، لا زلت- وسأظل رفقة زملاءك نحتضن دفء الأماكن التي احتضنتنا سويا خارج المحاكم وداخلها، نتجاذب أهذاب  الحديث ونتبادل الرأي في ضمانات العدالة موطن الإنسان…
نَمْ  يا صديقي… فالطريق اتضحت و الرحلة ابتدأت… ستبقى ذكراك راسخة في مهجتنا… تسري ضمن مجاري الدم في شغاف القلب.. وسيظل الفؤاد نابضا بها مهما طال الغياب… بل ستبقى حيا فينا زميلنا رغم أنك أبكرت، ,أسرجت الردى دون سؤال بعد أن كنت رجل الرجال.
نَمْ يا صديقي نَمْ…. فالأسى في القلب تأجج فوق الممكن والمحال؛ إذ نعى الناعي، روّعنا جميعاً
وجاوز الجرح حدود الاحتمال…
نَمْ يا صديقي نم، رعاك المولى تعالى بكل خير وأسكنك في جنانه فسيح الظلال.
 
النقيب إبراهيم صادوق

مشاركة