بقلم:عادل العلوي
يتداول عبر مواقع التواصل الإجتماعي في هذه الآونة فيديو يحمل تحدي ربح 100دولار قام به صاحبه داخل الاراضي الفلسطينية يقوم هذا التحدي بربح المبلغ المدكور شريطة حرق العلم المغربي وقد هم هذا التحدي مختلف الشرائح العمرية حتى الاطفال الصغار منهم.وكلنا يعرف الظروف المادية المزرية التي تعرفها الاراضي المحتلة خاصة مع فرض الحصار الشامل…
جاء الرد عنيفا وقاسيا نسبيا لم يكن متوقعا،لكن المتعارف عليه تاريخيا هو ان الازمات تخلق الرجال والمبادئ لايمكن ان تساوم بالمال، فمن نشأ تحت الحصار ونام على ذوي الانفجارات وصفارات الإنذار لايمكن إلا ان يكون حاملا لهم الوطن والامة ولايمكن أن ينسى من يمد يد العون ورفض التطبيع والإنكسار.
إن الشعوب تعي جيدا ماتحمله الشعوب في نفسها و التوَّاقة لبزوغ شمس الحرية الرافضة لكل انواع القهر والظلم وكل أشكال الاستعمار الداخلي منه او الاخارجي بعيدا عما يخططون الحكام داخل قاعات الاجتماعات ووراء أضواء الكاميرات..
جاء الرد عنيفا من المُتَحَدِّينَ لدرجة ان من بينهم من أراد ضرب المحاور ،وهناك من عرض عليه مبلغا مضاعفا ويحرقه هو والأدهى من ذلك هو أن المحاور عرض المزيد من الاموال لحتهم على حرق العلم فووجه بكثير من الصراخ تطور أحيانا الى محاولة الضرب.موضحين عبر ردودهم أن العلم المغربي هو علم لكل العرب وأن المغاربة شعب يفتح قلبه ودراعه وأرضه لكل المضطهدين على هذه الارض فكيف لنا أن نحرق علمه.كيف لشعب يقدس علم بلده ويعشق تراب وطنه ويرفض توطينه وتجنيسه في أقوى وارقى بلدان الارض ألا يحترم علم بلد آخر.إن حب الوطن يدرس ويلقن من المهد الى اللحد…..
وانا اتابع هذا الفيديو أنتابني شعور بالغيرة تارة وبالحسرة تارة ودارت في فلك رأسي أسئلة كثيرة حيرتني من قبيل، ماذا لو قام احد بهذا التحدي هنا بيننا في وطننا وكان هذا التحدي هو حرق العلم المغربي مقابل مبلغ مادي…؟فلربما كانت ستكون هناك مواقف صادمة وسنربطها دائما كما العادة بالفقر والعوز والحاجةونرمي كل المبادئ تحت أقدامه……
لم يكن الفقر عيبا ولم يكن دافعا من أجل ان نكره أوطاننا ونحرق أعلامنا ولم يكن العلم يوما مجرد خرقة بل هو هوية وتاريخ وطن….
فمن قتل فينا روح حب هذا الوطن….؟؟؟؟
