الرئيسية أحداث المجتمع هكذا يتصرف المتسولين في لحوم أضاحي العيد

هكذا يتصرف المتسولين في لحوم أضاحي العيد

IMG 20200801 WA0039.jpg
كتبه كتب في 1 أغسطس، 2020 - 6:19 مساءً

وهيبة ايت زري

عيد الأضحى هو مناسبة من أجل الربح المالي، عن طريق إمتهان بعض المهن الموسمية، كبيع “الفاخر” والبصل قبيل العيد، ويوم العيد كالجزارة و”الشواطة” الذين يقومون بحرق وشواء رؤوس الأضاحي وحوافرها، وكل هذه المهن تنتهي بنهاية أول يوم العيد.

لحوم على الرصيف

ومع بداية اليوم الثاني للعيد، يبدأ نشاط تجاري من نوع خاص في سوق خاص لا توجد فيه محلات ولا طاولات يفترش فيه الباعة الأرض مشكلين تجمعات تضم العشرات، انه سوق بيع لحوم أضاحي العيد، مهنة يمتهنها رجال ونساء متسولين يعرضون بضاعتهم على الرصيف، وهي عبارة عن لحوم جاد بها المحسنين، لحوم يمكن أن تجدها في محلات الجزارة بأثمنة “غالية” تصل إلى 70 درهما للكيلوغرام الواحد أو أكثر، يعثرون عليها تحت أقدامهم، على الأرصفة بأسعار بخسة ودون تأملها جيدا يدفعون قيمتها للباعة ويأخدونها دون أن يعلموا أنهم لم يشترو لحوما وإنما اشترو الداء بعينه. هكذا يصف عمر أحد ساكنة درب “ميلا” بالبيضاء زبناء سوق لحوم العيد ” يحصلون على لحوم بأسعار رخيصة التي تباع على الأرصفة معرضة بإستمرار لأشعة الشمس تنعدم فيها أدنى شروط الصحة والنظافة، ورغم هذا تجد البعض يقبل عليها وكأن صحته وصحة أسرته لا تعنيه في شيء”.

IMG 20200801 WA0041

لا غلا على مسكين

هو سوق يحتضنه “شارع الجولان” المحاذي ل”درب ميلا” بالبيضاء، يجتمع فيه الباعة المتسولين أمام مسجد “عباد الرحمن” يعرضون بضاعتهم على الأرض في أكياس بلاستيكية تحث أشعة الشمس والغبار في ظروف تغيب فيها أدنى شروط السلامة الصحية. وعند وصولك إلى السوق تجد أن أعين الباعة المتواجدين به تتربص بك بالرغم من أنه سوق مفتوح على المارة، الأمر الذي يجعل تواجد أي صحافي أمر فيه الكثير من الخطورة عليه، وعند الاقتراب منهم للاستفسار تصادفك نفس الإجابة “شري ولا سيري فحالك”.
وبعد الاستفسار من إحدى النساء التي لا تظهر إلا عيونها بعد أن غطت وجهها لتفادي الإحراج، عن ثمن اللحوم التي يبيعونها هناك ب”لعرام”، قالت : “لا غلا على مسكين العرام لكبير ب 40 درهم والصغير ب20 ولا بغيتي نتصاوب معاك”.

أصحاب محلات بيع المأكولات الجاهزة أهم زبائنهم

لحوم بالرغم من أنها تفتقد لشروط السلامة والنظافة، تلقى إقبال واسع من لدن الفقراء الذين لم يقدروا على شراء الأضحية وأيضا المهاجرين خاصة المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ويتصدر قائمة الزبناء أصحاب المحلات والكراريس الخاصة بالوجبات السريعة (كالصوصيص) التي يكون أساسها اللحوم.
وعند الحديث مع أحد الزبناء صرح بأن معظم الزبناء هم من “الزوافرية” الشباب الذين أتوا من مدن مختلفة نحو الدار البيضاء من أجل العمل وتعذر عليهم قضاء العيد رفقة عائلاتهم، وأصحاب محلات بيع المأكولات الجاهزة وبعض الأسر التي ترغب في توفير كميات من اللحوم لأيام ما بعد العيد من أجل التمتع بمذاق اللحم الذي يمنعهم ثمنه “الغالي” بعد العيد، والذي يصل إلى 70 درهما للكيلوغرام الواحد أو أكثر.
وأضاف بأن هذا السوق لا يجتمع فيه المتسولين فقط، بالرغم من أنه لا يخضع لأي قوانين فهو الأخر لم يسلم بدوره من “الشناقة”، فالعديد من الأشخاص يحضرون إلى السوق يشترون اللحوم بالجملة من الباعة بهدف إعادة بيعها من أجل ربح عشر دراهم في “العرام”.

مشاركة