الرئيسية أحداث المجتمع زروقي في تصريح للجريدة: نراهن على الانتقال من مقاربة الإدماج المدرسي إلى مقاربة التربية الدامجة على أن لانترك أي طفل خلفنا .

زروقي في تصريح للجريدة: نراهن على الانتقال من مقاربة الإدماج المدرسي إلى مقاربة التربية الدامجة على أن لانترك أي طفل خلفنا .

IMG 20191227 WA0060.jpg
كتبه كتب في 27 ديسمبر، 2019 - 7:44 مساءً


صوت العدالة – عبدالنبي الطوسي

بمناسبة انعقاد الملتقى الإقليمي الأول بسطات حول التربية الدامجة للتلاميذ و التلميذات في وضعية إعاقة .
صرح محمد زروقي المدير الاقليمي لمديرية التعليم بسطات أن المديرية ممتنة غاية الامتنان لحضور الأطر الإدارية و التربوية و شركاء المنظومة التربوية من قطاعات حكومية و غير حكومية و فعاليات المجتمع المدني ، و مشاركتهم أشغال هذا الملتقى التي نأمل أن ترسو على مرافئ الارتقاء المنشود بالمنظومة التربوية، بوصفها منظومة دامجة شاملة تحقق المساواة في ولوج المدرسة و دعم التمدرس في صفوف المتعلمات والمتعلمين في وضعية إعاقة، بغاية تيسير اندماجهم و تمكينهم من التعلم و اكتساب المهارات و الكفايات اللازمة .
مشيرا أن وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي عملت على وضع برنامج وطني للتربية الدامجة لفائدة التلميذات و التلاميذ في وضعية إعاقة ، يستهدف ضمان التحاقهم بمؤسسات التربية و التعليم التي يرتادها أقرانهم ويوفر شروط تمدرسهم في البيئة المدرسية نفسها ، بما يحقق سبل المسايرة و يكفل طرق نجاح برنامج وطني طموح يتوسل بآليات و طرائق وتقنيات كفيلة بتكييف التعلمات اعتبارا لخصوصيات هذه الفئة وقدراتها الحركية و الذهنية ، تبعا لكل صنف من أصناف الإعاقة و اعتبارا لحاجات ذويها و فوارقهم الفردية.
و تنزيلا لمقتضيات البرنامج الوطني الذي يروم تحقيق تربية دامجة تحقق الجودة المنشودة على قدر تحقيقها الإنصاف و المساواة في ولوج المؤسسات التعليمية ، أفاد المديرالإقليمي أن وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني و التعليم العالي و البحث العلمي أصدرت بتاريخ 24 يونيو 2019 قرارا بشأن التربية الدامجة للتلميذات و التلاميذ في وضعية إعاقة يحدد الإطار التنظيمي و البيداغوجي للاشتغال من خلال التنصيص على طبيعة خدمات التربية والتعليم ، و المواكبة المقدمة في مختلف المراحل التعليمية بدءا من التعليم الأولي، مرورا إلى التعليم الابتدائي ووصولا إلى التعليم الثانوي بسلكية الإعدادي و التأهيلي، فضلا عن خدمات الوسط المدرسي الرامية إلى الاحتفاظ بالمتعلمات و المتعلمين بالمنظومة التربوية من خلال أنشطة التعلم الذاتي الهادفة إلى اكتساب الكفايات الأساسية و الاستقلالية في التعلم و أنشطة الوساطة المدرسية القائمة على الإنصات والدعم النفسي و تقوية دور الأسر في مواكبة تمدرس أبنائهم، والأنشطة الثقافية و الفنية و الرياضية والصحية في إطار الأندية المدرسية، موازاة مع خدمات الدعم الاجتماعي الهادفة إلى استفادة المتعلمات والمتعلمين من المبادرة الملكية السامية مليون محفظة،وخدمات الداخليات و المطاعم المدرسية و خدمات النقل المدرسي بالوسط القروي و برنامج تيسير للتحويلات المالية المشروطة.
زروقي أوضح كذلك أن المؤسسات التعليمية الدامجة بالإضافة الى الخدمات المقدمة في الوسط المدرسي لجميع المتعلمات و المتعلمين على تأمين خدمات خاصة على التلميذات و التلاميذ في وضعية إعاقة في إطار تمييز ايجابي يستهدف دعم تعلماتهم الأساس و إمدادهم بتمارين فكرية و مهارات سلوكية تؤهلهم للاندماج في الحياة المدرسية و تحقيق استفادتهم منها في الحدود القصوى الممكنة.
و من أجل ذلك، أضاف نفس المتحدث عزم الوزارة على إحداث قاعات الموارد للتأهيل و الدعم لمؤسسات التربية و التعليم الدامجة، غايتها توفير الخدمات الخاصة تبعا للإمكانات المادية و الموارد البشرية و الشراكات المتاحة في مجال الدعم الطبي و شبه الطبي و مجال الدعم السيكولوجي و السيكوسوسيولوجي و المجال البيداغوجي .
و من تم، فإن الرهان يقوم اليوم على الانتقال من مقاربة الإدماج المدرسي إلى مقاربة التربية الدامجة ، حتى تحول المؤسسات التعليمية إلى فضاءات تربوية مهيأة لاستقبال الأطفال على اختلاف قدراتهم الحركية و الذهنية و ضمان استفادتهم من عرض تربوي واحد ، لكن بصيغ مختلفة ومتباينة تمتلك من المرونة ما يتيح تكييفها مع قدرات المتعلمين و طاقاتهم بطرائق و تقنيات تراعي طبيعة الإعاقة في حال وجود متعلم في وضعية من وضعياتها و ذلك في إطار تصورات واضحة المشروع الفصل الدامج يشارك فيه إلى جانب الأطر الإدارية و التربوية اسر التلاميذ و جمعيات الآباء و الأمهات و القطاعات المهتمة و فعاليات المجتمع المدني.
و على خلاف قسم الإدماج المدرسي الذي كان يقوم على تجميع الأطفال في وضعية إعاقة في فضاء دراسي دون منهاج محدد، أكد محمد زروقي أننا نتمثل صورة فصل دراسي ، مهيأ في أي لحظة و حين لاستقبال طفل او طفلين او يزيد بأقرب مؤسسة تعليمية إلى سكن أسرته يضمن له فرصة التحصيل الدراسي في إبانها من خلال مشروع بيداغوجي يعينه أساتذته من منطق التربية الدامجة ، و انطلاقا من تكوينهم على بلورته و بنائه و تنفيذه.

وبخصوص هذا المشروع الوازن المتعلق بالتربية الدامجة صرح زروقي أنه لم يعد رهينا بكفاءة الأستاذ في التدريس و قدرته على الاستثمار الأمثل لزمن التمدرس و زمن التعلمات فحسب، بقدر ما اضحى يستلزم تعاون الجميع لتعزيز الجهود التربوية و التعليمية للمدرسات و المدرسين بجهود مختلف المتدخلين من اطر طبية و فعاليات جمعوية متخصصة و مبدعين و منشطين لصياغة نماذج ناجعة لتربية دامجة وفق مخططات زمنية منظمة تحدد جوانب التدخل و فتراته و آليات تنزيله وتقويمه، مراعية لخصوصيات الوسط و طبيعة الفئة المستهدفة ، موازاة مع الاشتغال المشترك المتواصل على تعزيز آليات التواصل مع أباء و أمهات و أولياء التلميذات و التلاميذ و تقوية جسور الانفتاح على الطاقات و الفعاليات الايجابية الرافعة .
مضيفا أن الأمل معقود بهذا الإقليم العامر من الوطن العزيز أن تجد المؤسسات التعليمية في شركائها ما ظلت تجده على الدوام فيهم ، من الصدور الرحبة للمشاركة في برامجها الهادفة و أن يستثمر قطاع التربية و التكوين جسوره القوية الممتدة الى شركاء المنظومة التربوية من القطاعات الحكومية المعنية ، و في طليعتهم قطاع الصحة و قطاع التعاون الوطني في صياغة برامج مشتركة للفصول الدراسية الدامجة ، موازاة مع استثمار انخراط الأسر والمجلس العلمي و المجالس المنتخبة و القطاع الخاص و الجمعيات المهتمة ووسائل الإعلام في الارتقاء بأهداف التربية الدامجة بوصفها نفسا جديدا و متجددا لضمان الإنصاف و المساواة في ولوج المؤسسات التعليمية و الاستفادة من خدماتها التربوية و التعليمية و الصحية و الاجتماعية.
و اختتم المدير الاقليمي لمديرية التعليم بسطات كلمته بتوجيه عبارات شكر خالصة للسيد عامل صاحب الجلالة على إقليم سطات لغيرته الشديدة على قطاع التربية و التكوين و إيلاء التربية الدامجة العناية المستحقة ضمن أولويات البرامج المسطرة لفائدة المؤسسات التعليمية شكر موصول للسلطات المحلية و الأمنية لتنسيقها الدائم ضمانا لتيسير أداء المؤسسات و المرافق التربوية لخدماتها المنوطة ممتنا للأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين لجهة الدار البيضاء سطات دعمها القوي للإقليم و حرصها التام على تمكينه من الموارد الكفيلة بتنزيل مخططاته و برامجه الطموحة.
سائلا الله عز وجل أن يظل الرأسمال البشري اللامادي لإقليم سطات رافعته القوية لتعزيز العمل و رسم بسمة الأمل على شفاه بناتنا و أبنائنا، و قد أتيحت لهم شروط التعلم و تيسرت سبله في مؤسسات تعليمية و تربوية دامجة تستجيب لحاجاتهم و انتظارات أسرهم و ترقى لآفاق الرؤية الطموحة لمولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، تلكم المؤسسات التي راهنا معها وإلى جانبها على أن لا نترك أي طفل خلفنا.

مشاركة