الرئيسية غير مصنف ينبغي التفكير في السياسة…

ينبغي التفكير في السياسة…

kebz
كتبه كتب في 10 أكتوبر، 2019 - 8:41 مساءً

بقلم : الحفيرة يوسف.

صوت العدالة

تقوم الأنظمة السياسية على مؤسسات منظمة بواسطة الدستور الذي يبين كيفية تشكيلها واختصاصاتها وعلاقتها ببعضها البعض، فهناك مؤسسات غير رسمية كالأحزاب السياسية وجماعات الضغط و مؤسسات أخرى رسمية، والنظام السياسي كل ما يتعلق بصنع القرار الذي يترجم أهداف المجتمع والذي يعطي صفة الشرعية للقوى السياسية عن طريق الانتخابات.
و لكن هل السياسة تقبل الصدفة، و الارتجال، و هل هي ثابتة؟
وهل السياسي يمكن أن يكون غير منتظرا، أم أنه يتقن الانتظار و الانقضاض؟
السياسة هي فن الحكم وتعبر عن عملية صنع قرارت ملزمة لكل المجتمع تتناول قيم مادية ومعنوية وترمز لمطالب وضغوط وتتم عن طريق تحقيق أهداف ضمن خطط أفراد وجماعات ومؤسسات ونخب حسب أيدولوجيا معينة على مستوى محلي أو إقليمي أو دولي.
ويقال إن السياسة تتيح التزاوج بين الواقع الثابت والمتطلبات القابلة للتحقيق ، و أن السياسة فعل متميز لا يستطيع القيام به كل الناس، لذا كانت الانتخابات الوسيلة الأنجع لتميز النخبة السياسية فهي الآلية التي يتم بها اختيار عدد اقل ليمثل عدد اكبر من الأفراد في مواقع اتخاذ القرار، و الانتخاب هو أحد صور المشاركة السياسية الفعالة في المجتمع، وتتوقف فاعلية الانتخاب في المجتمع على عدة عوامل أهمها الوعي السياسي وذلك للتأثير على السياسات العمومية وبالتالي إضفاء الشرعية لاعتراف الشعب بحق ممثليهم في وضع السياسات العامة.
وقد عرف جون بيير كوت و جون بيير مونييه الانتخاب هو الفعل الذي يختار من خلاله الشعب بصورة مباشرة أو غير مباشرة من يتولون السلطة السياسية في المجتمع.
لكن المتتبع لأبطال اللعبة السياسية يكون همه لمس نتيجة اختياراتهم على المستوى المعيشي الاجتماعي والاقتصادي وغير ذلك من المجالات، وليس البحث في خبايا الحياة الشخصية لهؤلاء المنتخبين وحصدهم المكاسب والمناصب،
صحيح هناك عوامل سوسيولوجية تتحكم في السلوك الانتخابي مثل البيئة السياسية و البيئة الاجتماعية و العوامل الثقافية و طبيعة القوانين ، كما للأحزاب السياسية تأثيرها بحيث من أهم وظائفها في الحياة السياسية هي تأطير الرأي العام حيث يعبر كل حزب سياسي عن آراء القاعدة الاجتماعية لذا يكون هدفه الأسمى الوصول للسلطة.
للدعاية تأثير كبير على توقعات الناخبين حيث تؤثر على قراراتهم في اختيار المرشحين في صناديق الاقتراع، فكلما حل موسم الانتخابات ظهرت على السطح تحريك الجانب العاطفي والمشاعر للقواعد الشعبية للأحزاب من أجل الوصول للسلطة السياسية و الرغبة في الاستمرارية والاستقرار . و الانتخابات وضعت في الأساس لاختيار الأنسب والأكفأ، مع أن كل الوسائل فيها مباحة في إطار قانوني وأخلاقي..
كيف يمارس الناس حريتهم المطلقة في الاختيار، رغم وجود تشابه المرشحين في كل شيء ما عدا بعض التفاصيل الفرعية؟
إن السياسة مفهوم راق جدا وهي وليست أمر سلبي، فهي التي تنهض بالأمم أو تحط بهم وتحدد مصير الحضارات لذلك لا بد من عناية فائقة بالعلوم السياسية، ومن تم لا يجب ترك السياسة والعمل السياسي بأي حجة كانت . فالممارسة السياسية تشكل أهم الممارسات البشرية وهي التي تجعل الوجود الاجتماعي منظما و قائما.
أما بالنسبة لأولئك الذين جعلوا السياسة حرفة لهم، فإنه ينبغي عليهم بذل مجهود لجلب الخير المشترك للصالح العام دون أن يوهموا أنفسهم على نحو مبالغ فيه. فبالنسبة لكل فرد يريد حقوق الإنسان بمفهومها العام و باحث عن حياة كريمة، أن يولي اهتماما بالسياسة لا فقط من أجل تلبية حق من حقوقه، وإنما أيضا من أجل القيام بواجبه وصون مصلحته. وفي نفس الاتجاه نتذكر التعريف الأرسطي، بأن الإنسان حيوان سياسي، لا يستطيع صيانة إنسانيته دون سياسة.


طالب باحث في ماستر التواصل السياسي.

مشاركة