الرئيسية آراء وأقلام يتيم ينضاف الى قائمة وزراء” بدون تعليق”

يتيم ينضاف الى قائمة وزراء” بدون تعليق”

20180505 114632.jpg
كتبه كتب في 5 مايو، 2018 - 11:50 صباحًا

29497545 276109792931562 5435977060998709248 n

المفروض من الوزير الذي يبقى في نهاية المطاف منتخب وسياسي مسؤول عن قسط من السياسة العامة أن يتفاعل مع هموم الشعب، ويساهم بدوره في النقاش العمومي ، ويدلو بدلوه في الموضوع، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بكرامة المواطنين.

محمد يتيم وزير من طينة الوزراء الذين فضلوا عدم التعليق على حملة المقاطعة، التي أطلقها شباب مغاربة، وكأنه يعيش في عالم آخر غير المغرب، شأنه شأن مجموعة أخرى من وزراء الامتيازات الذين اعتبروا أنهم ” قطعوا الواد ونشفوا رجليهم” وتناسوا أيام الجامعة والحي والنضال، حينما كانوا يقفون للساعات تحت الشمس يطالبون بتحقيق عدالة اجتماعية والعيش الكريم للمواطن.

لماذا رفض يتيم التعليق على المقاطعة؟ هل هو قرار حكومي أم حزبي؟، إذا كان قرار حكومي فكان من الأجدى على رئيس الحكومة أن يخرج بقرار يتلوه ناطقه الرسمي على المغاربة ويعلنهم أن الحكومة غير معنية بهمومهم ومشاكلهم، وأنها حكومة ” التفطاح ماشي ديال المشاكل”،أما إن كان قرار حزبي، على الأمانة العامة أن تعلنها صراحة في اجتماعاتها الأسبوعية،تفاديا لأي لبس.

الفعل الذي أقدم عليه “يتيم” ومجموعة أخرى من الوزراء المقاطعين للشعب، يجرنا للحديث عن نوع الحكومة التي تسير الشأن العام الوطني، وعن قناعاتها المشكوك فيها، وعن علاقاتها بالشعب، فكيف يعقل أن يخرج الشعب ويقاطع بعض المنتوجات الاستهلاكية بسبب غلائها أو جودتها،فيما تلتزم الحكومة الصمت والحياد، وكأن المقاطعين يتحدثون أو يقاطعون مواد في ” الصين”،هذا في الوقت الذي كان من المفروض على تشكيلة العثماني أن تخرج من جلدها وتنوب عن الشعب في وقف زحف الغلاء، فلها كل الوسائل المادية والقانونية التي تمكنها من ذلك.

فما هو دور الحكومة إن لم تترجم إنشغالات الشعب الى قرارات أو أفعال، تلزم كل الأطراف؟ ما سبب وجودها إن هي التزمت الحياد في موضوع يمس بشكل مباشر جيب المواطن المغربي؟هل هذا يعني أنها غير قادرة على مواجهة اللوبي الاقتصادي المغربي؟أم أن هناك أجندات أخرى وضغوطات غير ظاهرة تضطر معها “للاحكوم” التراجع للواراء؟

مهما تكن الأسباب، فلا يعقل أن تبقى حكومة العثماني بمنأى عن انشغالات الشعب،فالمواطن لما يخرج للإحتجاج، ليس من باب استعراض العضلات ولا لتمضية الوقت، بل خروجه يكون من أجل الدفاع عن حقوقه أو استنكار بعض الخروقات التي تمس مصالحه ومكتسبات الوطن،فلا خير في حكومة تركت الشعب في مواجهة مباشرة مع اللوبي الاقتصادي الذي يوزع ثروات البلاد على مقاصه الخاص؟

فالواجب في مثل هذه الحالات، أن تقدم الحكومة استقالة جماعية وتعلن عن عجزها مواجهة اللوبي الاقتصادي الذي بات يحتكر كل شيء، حتى الهواء في هذه البلاد، فالشعب قادر على الدفاع عن نفسه بوسائله الخاصة، المقاطعة تدخل في صنف النضالات النوعية التي تلجأ إليها الشعوب، الى جانب أصناف أخرى قد تأتي مع الوقت…يتبع

مشاركة