الرئيسية أحداث المجتمع و أخيرا و بعد طول انتظار .. وزير الصحة باقليم زاكورة و ماذا عن ثلاث ساعات لقطاع مهمش و منكوب !!

و أخيرا و بعد طول انتظار .. وزير الصحة باقليم زاكورة و ماذا عن ثلاث ساعات لقطاع مهمش و منكوب !!

IMG 20180703 WA0028.jpg
كتبه كتب في 3 يوليو، 2018 - 4:08 مساءً

 

صوت العدالة – محمد البشيري/ملف خاص

 

هل ستنقد 3 ساعات ما أفسدته السنين ؟

و اخيرا حل أنس الدكالي وزير الصحة بإقليم زاكورة صباح أمس الاثنين 2يوليوز 2018 في زيارة تفقدية تقوده لثلاث ساعات في إطار جولة لمدة يومين يقوم بها إلى ثلاثة أقاليم زاكورة المهملة او كما تلقب من طرف المحلين بمزبلة التاريخ و مدينة تنغير وورزازات.

وحسب برنامج الزيارة الذي توصلت ” صوت العدالة ” بنسخة منه، فإن الدكالي سيبدأ زيارته بمدينة ورزازات ابتداء من التاسعة و النصف صباحا بلقاء عامل إقليم ورزازات ، و سيتفقد خلالها المستشفى الاقليمي لوزرزازات و مراكز صحية.

ليغادر بعد ذلك إلى مدينة زاكورة في زيارة لثلاث ساعات فقط، حيث من المنتظر أن يبدأ برنامجه بالإقليم بلقاء عامل الإقليم بالنيابة ، وزيارة المركز الصحي لأكدز و تنزولين و المركز الاستشفائي لزاكورة .

كما سيعقد الوزير لقاء لتقديم مشاريع في طور الإنجاز ، ليغادر لإقليم ورزازات بعد انتهاء زيارته القصيرة.

هل ستكفي ثلاث ساعات للوقوف على مشاكل قطاع الصحة بالإقليم ؟

زيارة الوزير تأتي أياما بعد وفاة مريض توجه إلى المستشفى الإقليمي لزاكورة لإجراء عملية جراحية لإزالة الزائدة الدودية”المصرانة”، لينتهي به المطاف جثة هامدة في المستشفى الإقليمي لورزازات ، الذي تم تحويله إليه بعد غياب الإمكانات لإجراء مثل هذه العمليات بالمركز الاستشفائي الرئيسي بمدينة زاكورة.

هذا الحادث الأليم ينضاف لمشهد نقل امرأة حامل لدغتها أفعى سامة بالنقوب، على ظهر دابة لأزيد من ثلاثة ساعات قبل نقلها بسيارة إسعاف إلى مستشفى ورزازات لأن مستوصف المنطقة يفتقر لمضاد لسموم الأفاعي.

هذان الحادثان اللذان تناسلا قبل أيام ، يلخصان المشهد التراجيدي الذي يعيشه القطاع الصحي بالإقليم ، فمنظومة صحية بكاملها وُضعت لتوفير الخدمات الصحية لأزيد من 300 ألف مواطن ، فشلت في إجراء عملية جراحية بسيطة لإزالة الزائدة الدودية أو ”المصرانة” لمريض ، ليتم تحويله إلى خارج الإقليم ، و هناك سينتهي أجله في إهمال واضح و استهتار بحياة الناس و حقهم في الاستشفاء!!

هذا المشهد التراجيدي الذي يعيشه القطاع ، بدأ يتسع بشكل سريع منذ 2012 بسبب تراكم عدة عوامل منها النقص الحاصل والمهول في الموارد البشرية والتجهيزات وطرق التدبير للمرافق الصحية التي تصل إلى حد إهانة كرامة المواطنين ، نتج عن كل ذلك تراجع خطير في الخدمات الصحية بالمدينة كما بالمستوصفات المتواجدة بمختلف الجماعات القروية بالإقليم.

فعلى مستوى الموارد البشرية يعاني القطاع من نقص حاد في الأطر الطبية و الممرضين و الأطر الإدارية ، ففي 25 جماعة ترابية بالإقليم نجد عددا محدودا جدا منها فقط من تتوفر مراكزها الصحية على طبيب ، كما أن مصلحة التنقلات و التجهيزات SRES وهي أهم مصلحة في المندوبية الإقليمية لا تتوفر على طبيب مسؤول و تشتغل فقط ب5 ممرضين بدون تعويضات منذ سنوات، ونفس الشيء يسجل في مصالح أخرى بالمندوبية.

ينضاف إلى ذلك انعدام شروط ووسائل العمل من جهة، والتسيب والفوضى والاستهتار في التسيير من جهة ثانية ، فرغم تعيين أطباء اختصاصين بزاكورة لكن يتم تكليفهم للعمل في مستشفيات أخرى خارج الإقليم، بسبب غياب و سائل و ظروف العمل من أقسم مخصصة لبعض التخصصات الطبية ، فمثلا طبيب العظام تم إلحاقه بالمستشفى الإقليمي لورزازات رغم أنه محسوب على زاكورة.

تراكم كل هذه العوامل جعل من المركز الاستشفائي الوحيد بزاكورة محطة لتحويل المرضى إلى مستشفيات أخرى خارج الإقليم ، لأنه بساطة لا يتوفر على أدنى الشروط لتقديم الحد الأدنى من الخدمات ، فكيف يعقل أن يتم إجراء عمليات جراحية للمرضى و مختبر التحاليل الطبية شبه معطل ، و بطبيب جراح واحد ووحيد عليه أن يشتغل ل 24 ساعة طيلة الأسبوع ؟.

فكيف يمكن تقديم خدمات صحية في المستوى المطلوب بدون قسم الإنعاش و جهاز السكانير الذي تم اقتناؤه مؤخرا لم يدخل الخدمة بعد؟

هل سيخلف الوزير الدكالي ما وعد به الوردي المقال ؟

زيارة الدكالي تذكرنا بزيارة وزير الصحة السابق الحسين الوردي التي قام بها قبل ثلاث سنوات لمدينة زاكورة ، أطلق خلالها الكثير من الوعود و اللاتزامات بإصلاح قطاع الصحة بالإقليم .

كان ذلك يوم جمعة 10 أبريل 2015 ،في لقاء تواصلي نظمه بالقاعة الكبرى للعمالة بحضور العامل السابق و العديد من الهيئات النقابية والحقوقية وكافة منتخبي الإقليم وفعاليات المجتمع المدني.

وعد خلالها الوردي بتوفير جهاز سكانير بالمستشفى الإقليمي في أجل أقصاه أكتوبر من نفس السنة ، و التزم بتوفير مجموعة من التجهيزات والمعدات الطبية والجراحية ذكرها بالإسم والمخصصة في إطار الميزانية العامة، بهدف تعزيز وسد الخصاص الحاصل في تجهيزات المركب الجراحي للمستشفى الإقليمي.

لكن و بعد مرور أزيد من ثلاث سنوات، لم يتحقق من هذه الالتزامات أي شيء يذكر، و تبين أن تلك الالتزامات كانت مجرد وعود قدمت خلال الحملة الانتخابية التي قام بها وزير الصحة بزاكورة استعدادا لانتخابات 4 شتنبر من سنة 2015.

الفاعل الحقوقي ح . ز : الزيارة سياحية و المستشفى الإقليمي سيكون بحلة جديدة يوم الزيارة

و اعتبر الكاتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بزاكورة أن هذه الزيارة التي يقوم بها الدكالي هذا اليوم لزاكورة لن تكون سوى زيارة سياحية و غير جدية و يتضح ذلك من المدة الزمنية المخصصة لها ، وهي كسابقاتها التي قام بها نفس المسؤولين وزعوا خلالها وعودا بتحسين واقع الصحة بالاقليم ، وسرعان ما تبين أن هذه الوعود مجرد وعود كاذبة لم يتم تحقيقها بعد رغم مرور سنوات على زيارتهم.

و أضاف الفاعل الحقوقي في تصريح ل جريدة ” صوت العدالة ” أن الأشغال على قدم وساق لتلميع واقع الصحة أثناء زيارة اليوم ، ومنها إظهار المستشفى الإقليمي في حلة جديدة عكس ما هو موجود في الواقع ، رغم أن هذا الواقع معروف لدى الرأي العام المحلي .

ودعا الفاعل الحقوقي الوزير الوصي على القطاع إلى تحمل مسؤولياته و معالجة هذه الاختلالات قبل فوات الأوان لأن المواطن الزاكوري سئم من سياسة الوعود و الانتظار ويريد حلولا آنية و استعجالية تعيد الحياة لهذا القطاع الحيوي الذي يعيش أزمة بنيوية.

مشاركة