انس خالد | صوت العدالة
شهدت منطقة سيدي يحيى بوجدة حادثة مأساوية أودت بحياة الفارس المعروف (أ. ك) من أبرز فرسان المنطقة الشرقية، وذلك على إثر انفجار بندقيته في وجهه أثناء إخراجها من سيارته استعدادًا للمشاركة في فعاليات التبوريدة التقليدية المقامة بوعدة سيدي يحيى.
الحادث وقع حين كان الفارس (أ. ك) يهم بإخراج بندقيته من السيارة، حيث انفجرت بشكل مفاجئ دون أي مقدمات، مما أدى إلى إصابته إصابات بليغة على مستوى الصدر. تم نقله فورًا إلى مستشفى الفارابي بوجدة، إلا أنه للأسف لفظ أنفاسه الأخيرة قبل الوصول إلى المستشفى، ليترك وراءه حالة من الصدمة والحزن بين أفراد عائلته ومحبي فن التبوريدة في المنطقة.
تعتبر التبوريدة جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي المغربي، وهي رياضة تجمع بين الفروسية واستعراض استخدام البنادق التقليدية. وعلى الرغم من جاذبية هذه الرياضة، فإنها لا تخلو من المخاطر، حيث تعتمد على أسلحة نارية قديمة تحتاج إلى صيانة مستمرة لضمان السلامة. شهدت السنوات الماضية عدة حوادث مشابهة، ما يفتح باب التساؤل حول معايير الأمان المتبعة في مثل هذه الفعاليات الشعبية.
بالنسبة للحادث الأخير، فتحت السلطات المحلية تحقيقًا عاجلًا لتحديد الأسباب الحقيقية وراء انفجار البندقية. من المرجح أن يكون سبب الانفجار هو عطل تقني في البندقية أو خلل في إجراءات تحميل الذخيرة. وتسعى الجهات المعنية إلى تعزيز إجراءات السلامة في مثل هذه المناسبات لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة في المستقبل.
أثار الحادث موجة من الحزن في أوساط المجتمع المحلي، حيث عبرت عائلة الفقيد عن حزنها العميق، فيما تدفق المعزون من مختلف مناطق المغرب لتقديم واجب العزاء لعائلة الفارس الراحل. كما طالبت عدة أصوات بضرورة إعادة النظر في شروط السلامة الخاصة باستخدام البنادق في فعاليات التبوريدة، لتفادي حوادث مشابهة مستقبلاً.
هذه الحادثة المؤلمة تطرح العديد من التساؤلات حول الإجراءات الواجب اتخاذها لضمان سلامة المشاركين في الأنشطة التقليدية والتراثية، وهي فرصة للجهات المنظمة لإعادة تقييم معايير الأمان وتطبيق إجراءات جديدة لحماية حياة المشاركين في فعاليات تبوريدة التي تمثل جزءًا هامًا من الهوية الثقافية المغربية.