بقلم :عشار اسامة
رحلت نعيمة سميح، الصوت الذي سكن قلوب المغاربة لعقود، في صمتٍ يشبه صمت سنواتها الأخيرة، لكنها لم تكن تعلم أن حتى جنازتها ستكون صامتة من الجانب الذي لطالما حملته في وجدانها: الوسط الفني.
اليوم، في مقبرة سيدي محمد بنسليمان، شُيّع جثمانها بحضور رسمي محدود اقتصر على عامل إقليم بنسليمان وباشا المدينة وباشا بوزنيقة و ديوان عامل اقليم بنسليمان ، في مقابل غيابٍ تام لزملائها الفنانين وممثل وزارة الثقافة والتواصل. مشهد وداعها بدا أقرب إلى عزاء خاص، وليس لحظة توديع اسمٍ نقش بصمته في الذاكرة الموسيقية المغربية.
المفارقة المؤلمة أن نعيمة سميح كانت واحدة من أكثر الفنانات وفاءً لجمهورها، لكنها في يومها الأخير لم تجد الوفاء ذاته من رفاق دربها. غياب أهل الفن والإعلام عن جنازتها يطرح أسئلة قاسية: هل أصبحت مسيرة العقود تُنسى في لحظة؟ هل الفنان المغربي يُحتفى به فقط حين يكون تحت الأضواء؟
ما حدث اليوم لم يكن مجرد جنازة، بل مرآة لواقع أكثر قسوة، حيث يبدو أن الفن قد يخلد الأصوات، لكنه لا يضمن لأصحابه تكريماً يليق بحجم عطائهم حين يرحلون.
