صوت العدالة – مكتب القنيطرة
قد يستغرب المرء حين يعلم أن الصور المرفقة أسفه تتعلق باللمسات الأخيرة من مشروع إعادة تهيئة فضاء الطفل بحي الفوارت بالقنيطرة. وسيزيده استغرابا عندما يبلغ إلى علمه أن مجلس المدينة يحصل على أعلى نسبة أصوات من هذا الحي.
فبعد أن وُجهت أصابع الاتهام إلى بعض الغيورين من أبناء الحي بداعي أنهم يعرقلون سير الشروع في هذه التهيئة التي لم تلتزم بالمعايير المتعارف عليها، هاهي الأشغال تتوقف لأزيد من شهر لأسباب مكنونة في نفس يعقوب. علما أن هذه الأشغال زادت من معاناة الساكنة؛ فبعد تقزيم مساحة هذا الفضاء من 262 متر مربع إلى 156 متر ونزع السياج الحديدي وترك الفضاء بدون أوقية الأمان لم تلتزم الجهات المسؤولة، التي تحركها أجهزة خلف الستار، بأدنى معايير الجودة والمراقبة. فالأرضية غير مستوية تماما، وهو الشيء الذي سيفضي إلى نشوء برك مائية حين نزول المطر. الفضاء كذلك لا يتوفر على مسالك وقنوات مائية، كما أن الأرضية المفروشة بدأت تُظهر شقوقا قبل انتهاء الأشغال، يضاف إلى هذا أن هذه الأرضية بدأت تنسلخ عن جزئها ( الصور توضح أكثر)، ويزيد على هذا وذاك أن هذه الأشغال تسببت في هدم أطراف الشوارع المتماسة مع الفضاء مما سيؤدي إلى اهترائه كليا. هذا دون أن نلتفت إلى مرتع الأزبال الذي خلفته هذه الأشغال، وكذلك المبلغ المالي الضخم الذي خُصِّص لهذا المشروع، ناهيك عن استغلال أغلب أجزائه من طرف الباعة وأرباب المقاهي، وغير ذلك كثير…
من الأسئلة التي تطرح نفسها ما يلي؛ هل هذا هو الفضاء الذي ننتظر منه أن يكون فضاء للتسلية والترفيه عن النفس؟ وإذا كان الطفل/الإنسان ابن بيئته فماذا يُنتظر من هذه البيئة أن تُنتج؟ وأين الأجهزة المسؤولة عن مراقبة الأشغال العمومية وجودتها؟ أين هي جمعيات المجتمع المدني التي تطبل في المناسبات؟ أين هو مجلس المدينة الذي وضعت فيه ساكنة الحاج منصور ثقتها؟
