صوت العدالة – عبد السلام اسريفي
طالبت هيئات حقوقية صباح اليوم الثلاثاء 6 غشت ،من أمام مقر باشوية البحراوي بمحاسبة المتسببين في احتراق وموت “هبة”،التي قضت نحبها حرقا بنافذة منزل أسرتها وأمام الملأ.
وشددت الهيئات المحتجة ( المكتب الوطني للجمعية المغربية للدفاع عن كرامة المواطن،وفروعه المحلية بكل من تيفلت وسلا وسيدي علال البحراوي،والفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الانسان بسيدي قاسم،والفرع الاقليمي للمنتدى الاقليمي لحقوق الانسان بالخميسات) على ضرورة فتح تحقيق في ظروف وملابسات وفاة الطفلة ” هبة”،وترتيب المسؤوليات،وفق قاعدة ربط المسؤولية بالمحاسبة.

وقد نظمت هذه الهيئات بعد مداخلات أعضائها التي ركزت في مجملها على تشخيص الحادث والاستماع الى شهادات شهود عيان،تابعوا عن قرب الكارثة التي حركت الرأي العام الوطني،مسيرة على الأقدام في اتجاه بيت الضحية ” هبة”،حيث وقف الجميع دقيقة صمت ترحما على روح الفقيدة،لتتوجه الحشود البشرية صوب مركز الوقاية المدنية للبحراوي،حيث وجهت الى رجال المطافئ اتهامات مباشرة،وحملهم الجميع مسؤولية نتائج الحريق،على اعتبار ،أن تأخرهم عن انقاذ الطفلة والحضور الى مكان الحريق ،واعتمادهم على وسائل متواضعة في الإطفاء والإنقاذ ،كان وراء المأساة التي عاشتها المدينة والمنطقة أمس الاثنين.

وقد وجه الرئيس الوطني للجمعية المغربية للدفاع عن كرامة المواطن رشيد غيتان رسائل قوية الى المسؤولين بالاقليم ،على رأسهم عامل الاقليم،الذي طالبه بالحضور ومواساة الأسرة المكلومة،لأن هذا يبقى دوره داخل هذا الإقليم المهمش يوضح غيتان،الذي أضاف في نفس السياق،أن تأخر الإنقاذ عن الحضور لمكان الحريق،ينم على عدم الاحساس بالمسؤولية ،وهذا خطر كبير يهدد أرواح كل المواطنين بالاقليم” لا يعقل أن تحترق طفلة ومركز الانقاذ لا يبعد عن المنزل سوى بعض الدقائق،هذا تهاون خطير يجب أن تترتب عنه المسؤوليات،لأن الأمر يتعلق بحياة طفلة بريئة ماتت نتيجة التهور واللامسؤولية”.

للإشارة،عرفت الوقفة والمسيرة مشاركة أسر كثيرة من البحراوي وجتى من خارج المدينة،جاؤوا لمآزرة الأسرة المكلومة وإثارة انتباه المسؤولين بالإقليم والمركز بخطورة الوضع وبضرورة مراجعة الأوراق،خاصة في قطاع الوقاية والإنقاذ بالمملكة،حيث تنعدم التجهيزات الضرورية وتقل أخرى،أمام ضغف وقبة خبرة الموارد البشرية العاملة بمراكز الانقاذ.

كما أجمعت كل مداخلات الهيئات الحقوقية التي آزرت ساكنة البحراوي والفرع المحلي للجمعية المغربية للدفاع عن كرامة المواطن ،على ضرورة فتح تحقيق في وفاة الطفلة بشكل يرد الاعتبار للمواطن وينصف هبة وأسرتها المنكوبة،محملة كامل المسؤولية للسلطة المحلية والمنتخبين ورجال المطافئ،الذين أظهروا عن عدم أهليتهم لامتهان هذه المهنة،التي تتطلب شخصية مغامرة مواطنة ومسؤولة. هذا وشددت بعض المداخلات الكثيرة التي عرفتها هذه الوقفة الاحتجاجية التضامنية على ضرورة اعادة النظر في مراكز الوقاية المدنية بالاقليم،فلا يعقل أن تتوفر مدينة تتوسع بسرعة كالبحراوي على شاحنة إطفاء واحدة،خاصة وأنها تتواجد وسط أكبر غابة بالمغرب.

وتم أمس دفن الطفلة “هبة” بعد إخضاعها لتشريح طبي،حدد أسباب الوفاة،لتفتح صفحة أخرى من معاناة الأسرة والساكنة وكل من تابع الفيديو المأساة الذي وثق لاحتراق الطفلة الضحية في انتظار التفاتة من مسؤولي الاقليم ،وفي انتظار ترتيب المسؤوليات ومحاسبة المتسببين في هذه الكارثة التي حلت بإقليم الخميسات.






