محمود الهاشمي
هل كان اليهود وراء إنشاء “مشروع الإمارات” لتكون مستوطنة في الشرق الأوسط لرعاية حركة المال اليهودي العالمي دون الحاجة للمرور بالدولة الأم.
بعدد سكان لا يتجاوز ال 800 ألف نسمة كانت الإمارات الدولة الخامسة عالميا في الإنفاق العسكري، فهل أعدت لتخوض حربا بالوكالة لصالح اليهود في كثير من الدول العربية والإسلامية؟ فلا تخلو دولة في المنطقة من تدخل سياسي أو أمني أو اقتصادي إماراتي، خاصة بعد الربيع العربي .
هل تملك أسرة آل زايد كل هذا العقل لإدارة كل هذه الملفات المعقدة؟ وهل من مصلحة مشايخ الإمارات كل هذا التدخل الواسع في شؤون دول تبعد آلاف الكيلومترات منها؟
(اليهود يفضلون أن يقودوا العالم من الخلف) هنري فورد في كتابه اليهودي العالمي
لا احد يعرف كيف لبلد مثل “الامارات” الصغير في مساحته التي لاتتعدى الـ(75) الف كم2 وعدد سكانه (الاصلييين )الذي لم يتجاوز حتى الان الـ(800) الف نسمة، وعلى ارض ليس فيها من مستلزمات الحياة، سوى الصحارى السواحل الرملية والسبخ !!.أن تشهد مثل هذه النهضة السريعة ؟
صحيح ان النفط تم استخراجه من هذا البلد في منتصف ستينيات القرن الماضي، ولكن النفوط العربية سبقت ذلك بكثير، وفي دول تملك كل مستلزمات النهوض فلم تنهض مثل العراق!!
كان الشيخ زايد يحلم ان تكون (دبي )مثل بغداد فباتت بغداد تحلم ان تكون مثل دبي!!. لابد من “سر” وراء ذلك فأمريكا ومن ورائها اسرائيل لاتسمح لاي دولة عربية واسلامية ان تشهد نهضة وتستخدم كل ما تملك من أدوات لغرض التآمر عليها.الامارات لاتملك تاريخاً سياسياً ولا حركات تحرر، ولا مؤسسات ثقافية او فكرية، وشعبها ما بين بدوي في الصحراء يهيم في البوادي او صياد سمك ولؤلؤ او فلاح في اراضٍ ضيقة جداً، هل نفخ بها الشيخ زايد سورة “يس” لتصبح بين ليلة وضحاها مزدهرة بالبناء والاعمار، وتمتلك واحداً من اكثر الاقتصاديات نمواً في غرب اسيا؟..
وكالة “الجزيرة نت” نشرت تقريراً قد نصدقه ,ان اليهود وراء إنشاء “مشروع الإمارات” حيث فكر “اغنياء اليهود” في الغرب وامريكا انشاء مستوطنة يهودية في الشرق الاوسط ترعى المصالح المالية وحركة التجارة دون الحاجة الى التعامل مع الدولة (الام )لاسباب سياسية وغيرها, كما تفعل الصين الان حيث تستخدم هونك كونك او تايوان او مكاو في التعامل التجاري لمن لايرغب التعامل المباشر معها .
الاختيار كان دقيقاً حيث الموقع الجغرافي والاطلالات الطويلة على البحار والمحيطات ثم ان الامارات بلد صغير، ليس له من سجل في الازمات السياسية وغيرها مع بلدان المنطقة والعالم، وعدد سكانه يومها لايتجاوز الـ(200) موزعين على السواحل والصحاري والواحات المتناثرة ، كما انهم لايترددون في التعامل مع “الغرب” اسوة بدول الخليج المجاورة.
منذ عام 1971 وهو (عام التأسيس) ضمن الغرب تجزئة الامارات الى ست ثم الى سبع امارات ، ولكل إمارة أمير وجيش وشرطة وامن و…الخ، فيما امارة ابو ظبي تشغل اكثر من ثلاثة أرباع المساحة، ليسهل عليهم عدم استطاعتهم من تشكيل نواة دولة. حتى لو سلمنا بالأمر وفقاً للاحصاءات الرسمية بأن عدد سكان الإمارات “750” الف، فماذا يساوي هذا بعدد الاجانب الذي يقطنون الامارات والبالغ عددهم (9) مليون نسمة من (200) جنسية و(150) قومية؟ فحتى لو تحول جميع السكان الى جهاز مخابرات وأمن وجيش لما تمكنوا من حماية بلدهم!!.
المذهل في دولة الامارات أنك حين تدخل وكأنك في بلد أوروبي أو أحد البلدان الآسيوية المتقدمة، حيث النظام الدقيق والتعامل المهني والانضباط العالي في النظام واناقة الشوارع والنظافة ولكن من الصعب أن تعثر على مواطن “أصلي” فجميع التعاملات التي تبدأ من المطار وحتى السكن، بيد “الاجانب” وهناك عرب من بلدان مختلفة فيما لاتكاد تحصي عدد الرحلات عبر المطارات المنافسة لاكبر المطارات بالعالم، في السعة والخدمات ولا عدد السفن والبواخر في الموانئ ، حتى تكاد تصاب بالذهول!!!
هل من المعقول ان هذا (البدوي )البسيط في تفكيره وماديات تطلعاته أن يدير هذه الماكنة المعقدة؟ الامارات عموماً وابو ظبي خصوصا تضم أعلى نسبة أثرياء في العالم حيث يقدر عددهم بـ”75″ ألف مليونير، فيما يشكل اليهود الأثرياء النسبة الأولى والأعلى فيهم.!!! وهذا يعني توفير بيئة آمنة لهذا الخزين المالي الكبير!لذا ليس غريباً أن من قاد محمد بن زايد من يده باتجاه اسرائيل هو المليونير اليهودي ” حاييم سابان” ويسعى لالحاق محمد بن سلمان به.
الإمارات ليست مجرد عمارات شاهقة وشوارع أنيقة وحركة تجارة و مصانع وورش ، إنما مستوطنة للتآمر على الأمة.
السؤال : ما حاجة الامارات ان تكون الدولة الخامسة في الإنفاق على الاسلحة؟ ترى اين هي جيوشها وعن أي حدود تدافع؟ إن جميع الاسلحة سواء المعلن عن صفقاتها أو غير المعلن يذهب الى التآمر على دول المنطقة حيث ليس هنالك من دول عربية أو إسلامية في المنطقة إلا وتجد ان الامارات داخلة على مشروعها الاقتصادي او السياسي او الامني وخلق الفوضى فيه، وان فوضى الربيع العربي، وما فيه من تداعيات وخسائر وضحايا لعبت ومازالت تلعب فيه الامارات الدور الاكبر!. والسؤال : هل تمتلك أسرة آل زايد نهيان كل هذا العقل لتدير كل هذه الملفات المعقدة؟! هل من مصلحة مشايخ الامارات كل هذا التدخل الواسع في شؤون دول تبعد الاف الكيلو مترات عنها ؟ ماذا لو رد أحد مشايخ الامارات :- ما شأننا وهذه الدول فقد أنعم الله علينا بثروة النفط والموقع وهذه الاستثمارات الهائلة؟ الجميع يعرف كيف سيكون مصيره!..السؤال :لماذا لايحكم اصحاب رؤوس الاموال دولة الامارات بشكل مباشر بدلاً من هذه (الأعراب ) وعناوينها ؟.
هذا السؤال يجيب عنه كتاب “اليهودي العالمي” لمؤلفه(هنري فورد) صاحب شركة فورد عام 1921 حيث يقول أن “اليهود يفضلون أن يقودوا العالم من الخلف”.
سؤال آخر: لماذا لم يختاروا اسرائيل بدلاً من الامارات وان يحركوا رؤوس الاموال خاصة وان ارض فلسطين وفيرة في ارضها وفي جمال طبيعتها ولها موقع جغرافي مهم واطلالة على البحر؟ اسرائيل غير صالحة للاستثمار لانها (ساتر عسكري )ومهددة في كل لحظة وغير مرغوب التعامل معها تجارياً في المنطقة، اي “غير مستقرة” وواجهة العمل فيها اليهود !!
سؤال :- ألم تكن لمحمد بن زايد فرصة ليسأل مصر عن مدى استفادتهم من (التطبيع) وقد مضى عليه اربعون سنة ومازال خمسة ملايين مصري يسكنون المقابر ؟ ثم لماذا لم يسأل الاقرب عمّا جناه الأردن من وراء اتفاق السلام مع اسرائيل منذ تسعينيات القرن الماضي؟ ومازالت الاردن تعيش على المعونات؟((التطبيع)) مجرد ((لوثة)) وسيكون صاحبها عرضة للخطر ،مثلما حدث مع أول من جرّب ((التطبيع)) وهو انور السادات الذي قتل على يد شعبه! وقتل جميع من رافقه للزيارة تباعاً ! وفقاً ل(لجزيرة نت )أن الوسيط بين الامارات واسرائيل المليادير اليهودي ” حاييم سابان” جمعه عشاء مع محمد بن سلمان بعد يوم من التطبيع مع الامارات وقال له ما نصه : “ان محمد بن زايد اكثر جرأة وشجاعة منك” فرد محمد بن سلمان “ستدخل المملكة في فوضى” !!!
علينا ان نقدر قضية مهمة وهي ان امراء وملوك دول الخليج ليس لديهم خيارات، فإما الإتجاه إلى إسرائيل أو زوال( المُلْك )وربما الى “القتل” فقد رضي “محمد بن زايد ” الاستجابة لدعوة ترامب بقبول التطبيع مع الصهاينة بمجرد الإتصال الهاتفي لأن الخيار الثاني (ان اقبال الامارات على توقيع (اتفاقية السلام)مع اسرائيل في وقت بدأ القضاء الدولي يتحرك ضد كل من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في ملف جمال خاشقجي وسعد جبري . والقضاء الفرنسي في ملف ضد ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد بسبب الجرائم ضد الانسانية في الملف اليمني وكلاهما يعلم أن “نفوذ اللوبي اليهودي عالمياً لوقف الملاحقات القضائية وايقافها!!”.
والسؤال : لماذا تم عزل خليفة بن زايد والمجيء بأخيه محمد بن زايد ؟ قالوا : (مريض ) والحقيقة أنه ليس بمريض ولم يشكُ من أي عِلة لكن قضى الامر ذلك !! اذا رفض محمد بن سلمان ان يقود السعودية نحو خيار الذهاب الى التطبيع فقد تداولت الصحافة ان السلطة ستذهب لابناء عمومته.! إن خيار الوطنية والشرف والكرامة والسيادة صعب لكنه “لذيذ” هكذا يقول “الفيتناميون”
ونختم ( كان أحد النسّاك يسير مع زوجته فمرّت (صاحبة حانة )معروفة لدى العامة ترتدي ابهى الملابس وتلبس الاغلى من الأساور والحلي، فعجبت الزوجة وحسدتها فقال لها الناسك وقد قرأ (حسرتها):- هل عرفتِ من تكون هذه؟ حين علمت الزوجة لطمت وجهها وقالت “ياللعار” )! .