الرئيسية غير مصنف هل سيُضَيّع المغرب موعده مع التاريخ؟

هل سيُضَيّع المغرب موعده مع التاريخ؟

received 826793531062805
كتبه كتب في 26 مايو، 2020 - 9:23 مساءً

إدريس قدّاري/ فاعل مدني وإعلامي

تمر أزمة كورونا بما لها وما عليها من مخلفات.. ويتبين حجم ودور الشعب كمكون أساسي في المنظومة المجتمعية المغربية القاعدية بالمقارنة مع باقي مكونات الدولة. هذا الشعب العظيم الذي وصل إلى مرحلة متقدمة من الإجماع التاريخي؛ إجماع بين كل تياراته وألوان الطيف فيه، وما فَرضه أمر الواقع بين هذه الألوان والجهات الرسمية.. ليس فقط من أجل محاربة الجائحة، ولكن أيضا عبر استنهاض الهمم والمساهمة الفعالة في التخفيف من هول الصدمة الوبائية وتبعاتها الإقتصادية والإجتماعية والصحية…، وعبر إبداع البدائل التحسيسية والتواصلية في عز الأزمة. وعبر إبراز وتكريس القيم المُثلى المعبرة عن التضامن والتآزر بين الناس في المحيط الضيق والمتسع..، وعبر الدعوات للتغيير إلى الأحسن وإلتقاط الدروس المحفزة لإعادة بناء المغرب المتسع للجميع..
إنه الإبداع المغربي الذي يساهم فيه الجميع بروح وطنية عالية لم يسبق لها مثيل في تاريخ المغرب الحديث.. لكن الأسئلة الرائجة تبقى فارضة نفسها ونحن نقترب من الخروج من هذه الأزمة:

1- هل فعلا سيستفيد الشعب المغربي من هذا الكفاح والنضال الذي أبداه منذ الإعلان عن الجائحة وما تبعها من قوانين حالة الطوارئ الصحية والحجر الصحي.. التي فرضت عليه الإلتزام والإنضباط غير المسبوق؟
2- هل ستعترف الدولة المغربية بتضحيات كل من عرضوا أنفسهم للمخاطر وكانوا في المواجهة اليومية مع
العدو المتخفي؛ الفيروس اللعين؟
3- هل ستعمل الحكومة بنفس الإيقاع والسرعة لحل مشاكل المواطنين/ات العالقة، والإجابة على الملفات الإجتماعية الأساسية التي لم تعد تنتظر التأجيل؟
4- هل ستلتزم الحكومة الحياد وستتعلم من أخطائها السابقة قبل الأزمة وخلالها؟
5- هل بدأت شهية الإرادة السياسية تنفتح لدى الجهات الرسمية والفعاليات السياسية لتغيير الأحوال ورد الإعتبار للمغاربة عبر القطع مع العهود البائدة؟
6- هل سيُرفع الحجر عن ترواث البلاد لإنقاذ أحوال العباد؟، ووضع خطط استراتجية وطنية لمحاربة الفوارق الطبقية المتباينة، والاهتمام بالقطاعات الحيوية والأساسية؟ وتفعيل الجهوية المتقدمة والعدالة المجالية لدرء الأخطار والضغط على المؤسسات المركزية؟
7- هل بدأ التفكير في بناء اقتصاد وطني حر ومستقل من التبعية والإملاءات الدولية؟
8- وهل ستتغير السياسية الوطنية لاستيعاب المطالب الشعبية، وبناء سلم إجتماعي حقيقي أساسه الإنسان/المواطن المتمتع بكافة حقوقه وحرياته وواجباته وكرامته؛ يسقط أوراق الإختلاف من أجل أن تعلو راية الوطن..؟؟؟

مشاركة